الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. خنادق وتأهب ومناوشات "بلا اسم"

لم يطلق حزب الله العنان لقوته النارية بعيدة المدى. ولم تأمر إسرائيل بإرسال دباباتها، لكن القتال اشتدّ في يناير، وفق وول ستريت جورنال، التي وصفت المناوشات بين إسرائيل ولبنان بالأحداث من دون اسم، التي بدأ البعض يصفها بالحرب.

وقال رازيلي إن القتال على التلال أثناء أمطار الشتاء يربك العديد من الجنود، "حتى الأشخاص الذين لديهم الخبرة يجب عليهم إعادة تدريب آذانهم لفهم مدى قرب أو بعد الأصوات".

وحثّت واشنطن إسرائيل على عدم شن هجوم برّي على جنوب لبنان. ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد حاد للحرب في الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

فقد كانت إسرائيل على وشك شن هجوم ضد حزب الله بعد أيام من 7 أكتوبر. وحث الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على عدم القيام بذلك.

يقول الإسرائيليون، من مزارعي التفاح إلى قادة الجيش، إن الوضع في الشمال "لا يُطاق"، وفق وول ستريت جورنال. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان خلال الأيام الأخيرة من أن الوقت ينفد.

منيرة عيد، هي واحدة من الأشخاص القلائل الذين بقوا في قرية علما الشعب اللبنانية، على بُعد أقل من ميل واحد عبر الحدود من حنيتا.

رفضت المرأة البالغة من العمر 67 عاما مغادرة منزلها، حيث تعيش على الطعام المزروع في حديقتها، حسب تقرير وول ستريت جورنال، وهي تفتقد أطفالها الـ٤ وأحفادها الذين يعيشون في بيروت، ولم يعد بإمكانهم زيارتها. وقالت: "إنهم آمنون على الأقل، لكن المنزل بلا روح من دون العائلة".

ويتزايد الخوف في جميع أنحاء لبنان من أن تقوم إسرائيل بتوسيع غاراتها الجوية، وفق الصحيفة. وقد ضرب القصف الإسرائيلي بالفعل بلدات وقرى في الجنوب، مما أدّى إلى نزوح نحو 100 ألف مدني لبناني حتى الآن.

الثلاثاء، استهدف حزب الله للمرة الثانية قاعدة ميرون التي تضم منشأة عسكرية إسرائيلية تتولى عمليات المراقبة الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي، وفق فرانس برس.

وأعلن قصفها في الـ٦ من الشهر الحالي بعشرات الصواريخ ردا على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في بيروت.

وأشار إلى أن القاعدة قُصفت "بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وحققوا فيها إصابات مباشرة".

وقُتل خلال الأسابيع الماضية العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، والقيادي في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، قرب دمشق، والقيادي العسكري في حزب الله، وسام الطويل، في جنوب لبنان.

وفي 20 يناير، قُتل 13 شخصا، بينهم ٥ مستشارين في الحرس الثوري الإيراني، في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية. وقد توعّدت طهران بالرد.

ارتفعت، الإثنين، حصيلة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان إلى أكثر من ٢٠٠ قتيل، بينهم 147 مقاتلا من حزب الله، قضوا خلال أكثر من ٣ أشهر من التصعيد على وقع الحرب في قطاع غزة، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.

وبذلك، ارتفع عدد القتلى الإجمالي في جنوب لبنان الى 202 قتيل، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس استنادا إلى بيانات نعي حزب الله ومجموعات أخرى بينها فصائل فلسطينية، إضافة الى مصادر رسمية وأهلية.

ومن بين القتلى 26 مدنيا، إضافة إلى عنصر في الجيش اللبناني و20 مقاتلا في حركتي الجهاد وحماس.

وكانت امرأة قتلت ليل الأحد في غارة على بلدة كفرا الجنوبية. ولا تشمل حصيلة القتلى هذه العاروري الذي قتل مع ٦ من رفاقه.

وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل ٩ جنود و٦ مدنيين. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في الـ٧ من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف.