الازدهار ركن الأولويات.. لماذا "تقييد الوصول للقواعد الأميركية"؟

لفت مسؤول أميركي، في حديثه لبوليتيكو، إلى أن "التقييد يشمل قيودا على الضربات الانتقامية ضد الهجمات الأميركية في العراق وسوريا والبحر الأحمر".

وتستند الأخبار التي تفيد بتقييد بعض الدول العربية استخدام الولايات المتحدة الأميركية قواعدها في الشرق الأوسط، إلى معلومات من مسؤول أميركي ومساعد في الكونغرس ومسؤولين غربيين، طلبوا جميعا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة قضية أمنية حساسة.

وفي المقابل لم يصدر أي رد رسمي.

قال مسؤول أميركي لبوليتيكو، إن بعض الدول العربية تقيد الوصول إلى القواعد، والتحليق للطائرات المشاركة في الضربات الأميركية الانتقامية في العراق وسوريا والبحر الأحمر. ولكن ليس من الواضح عدد الدول التي تتخذ هذا الإجراء.

وهاجمت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن باستخدام الطائرات من دون طيار والصواريخ والقذائف 170 مرة منذ أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة العشرات.

وأمر الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال الأسابيع الأخيرة، بضربات جوية وصاروخية انتقامية عدة، بعضها بالاشتراك مع حلفاء الولايات المتحدة، ضد تهديدات الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

يُرجع بعض الخبراء هذا التقييد إلى أزمة ثقة بين عواصم عدة في المنطقة والإدارة الأميركية في واشنطن، فمنذ سنوات تتحدث الصحف الأميركية عن انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وتوجهها نحو آسيا.

وأوردت صحيفة بوليتيكو، في تقرير رأي يعود لسبتمبر من عام 2020، أن "هناك منطقة واحدة لم تعد مهمة كما كانت من قبل (للولايات المتحدة الأميركية)، وهي الشرق الأوسط".

وكتب -حينها- آرون ديفيد ميلر، وهو عضو بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ويركز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وريتشارد سوكولسكي، الذي يركز على سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا، أنه "بغض النظر عمن سيفوز بالبيت الأبيض في نوفمبر 2020، فمن المهم أن ندرك أنه في السنوات الأخيرة أصبح الشرق الأوسط (..) أقل أهمية بالنسبة إلى السياسة الخارجية الأميركية ولمصالحنا. ولا يعكس هذا التغيير الديناميات الإقليمية الجديدة والأولويات الداخلية للولايات المتحدة فحسب، وإنما يعكس الطبيعة المتغيرة للمصالح الأميركية هناك".

تحرص بعض الدول العربية على تعزيز اقتصاداتها، ونموها، وذلك يتطلب استقرارا أمنيا.

وأكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، في 12 فبراير 2024، أن المنطقة العربية تلعب دورا متزايد الأهمية في عالم سريع التغير، وتوقعت أن يصل نمو إجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط إلى 2.9% هذا العام، وهو أعلى من عام 2023.

وقالت كريستالينا، على هامش منتدى المالية العامة في الدول العربية ضمن اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات 2024، إن هذا المنتدى دليل على كيفية رعاية وتنمية الشراكة بين العالم العربي وصندوق النقد الدولي على مدى سنوات عديدة.

وأضافت: "رغم حالة عدم اليقين العالمية فإننا نستطيع أن نكون أكثر ثقة بشأن التوقعات الاقتصادية، في ظل مرونة الاقتصاد العالمي"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات "وام".

وتوقعت انخفاض معدلات التضخم العالمي في عام 2024، مشيرة إلى أن آفاق النمو العالمي على المدى المتوسط لا تزال عند نحو 3%، مقارنة بالمتوسط التاريخي البالغ 3.8%.