ضربات العمق اللبناني.. ماذا تستهدف إسرائيل في بعلبك؟

شدّد مصدر مقرّب من حزب الله في حديثه مع بلينكس على أن حزب الله يستخدم المستودعات غطاء لعدم الاعتراف بأن المراكز التي تستهدف في بعلبك تابعة له.

أكّد المصدر، وهو من سكان المدينة، أن المصنع الذي استهدفته إسرائيل، منتصف ليل الإثنين، وقيل إنه معمل لزيت الزيتون هو مخرن قديم لحزب الله تم إفراغه قبل أسابيع فقط.

أما المبنى المؤلف من 3 طوابق، الذي استهدفته إسرائيل مباشرة في بعلبك أيضا، فلم يكن تحت سيطرة حزب الله المباشرة.

وذكر المصدر نفسه، أن مراكز "السجّاد" موجودة في مدن ومناطق مختلفة في البقاع، لا سيما بعلبك، منذ عام 2021، أي تاريخ إطلاق هذا المشروع.

أما المصنع القريب من محطّة الأمل، التابعة لحزب الله أيضا، فكان نقطة تجمّع لعناصره، وفقا للمصدر المقرب من الحزب.

افتتح حزب الله هذا المشروع قبل عام واحد من الانتخابات النيابية، والتي حدثت عام 2022، عندما بدأ جمهوره يعاني، كما سائر اللبنانيين، من الأزمة الاقتصادية والمعيشية نتيجة للأزمة الاقتصادية التي بدأت مع نهاية عام 2019، وما زالت مستمرّة حتى اليوم. ولم ينف حزب الله أن هذه المستودعات ملكه.

"لدى حزب الله منشآت تحلّ مكان المنشآت العامّة والخاصة، مثل "مؤسسة السجّاد" التي تقدّم السلع الغذائية، و"القرض الحسن" الذي يقدّم قروضا مادية بدلا من مصرف الإسكان، و"مؤسسات المهدي التعليمية" والكشافة، وغيرها.

لذلك، اعتبر المحلل السياسي ونائب مدير المركز لشؤون الأبحاث في مركز كارنيغي في الشرق الأوسط، مهند الحاج علي، في حديثه مع بلينكس، أن وجود مؤسسات لتنظيم يدّعي أن لديه 100 ألف مقاتل وعتاد عسكري ضخم، أمر منطقي، خاصة في مناطق سيطرته مثل بعلبك، وجنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأضاف الحاج علي أن العتاد العسكري الهائل الذي يتفاخر به حزب الله، يؤدي إلى توزيع المستودعات أو مراكز تخزين الأسلحة على مناطق مختلفة، مشددا على أن هذه المعلومات تبقى سرّية وأمنية.

من ناحية أخرى، يشير الحاج علي إلى أن المعلومات التي قدمتها إسرائيل قد تكون غير دقيقة، لأن الرواية الإسرائيلية لا تكون دائما حقيقية.

في حال كانت المعلومات غير صحيحة، فإن ذلك يعني أن إسرائيل تتبع سياسة ضرب المؤسسات التابعة لحزب الله أو المناطق ذات النفوذ، بهدف استفزازه ودفعه نحو حرب شاملة، بحسب المحلل السياسي في كارنيغي.

أضاف "هذا يشكل جزءا من استراتيجية الحرب، التي تعتمد على إبراز القدرات العسكرية والاستخباراتية لدى إسرائيل، وتوجيه رسائل محددة إلى حزب الله".

يتفق الكاتب والمحلل السياسي، قاسم قصير مع هذا الرأي أيضا، في حديث لـبلينكس، قائلا إن إسرائيل توسع نطاق استهدافها لجعل حزب الله يتورط في حرب واسعة، ولتأكيد قدرتها على الوصول إلى كل مكان يسيطر عليه الحزب، خاصة من خلال ضرب البنية التحتية.

تحاول إسرائيل إيصال رسائل، عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي وبعض قنواتها، بشأن نيتها توسيع نطاق الحرب في لبنان، بالإضافة إلى احتمال شن غزو بري، ولكن حتى الآن، تظل هذه الرسائل غير مباشرة.

وتاليا، تعتمد إسرائيل على استهداف مؤسسات اقتصادية وعسكرية، مع استبعاد قدرة حزب الله على الردع.

في هذا السياق، يشدد الحاج علي على أن هذه الضربات مؤلمة، حيث يُعتبر التنظيم المؤسساتي والعسكري جزءا فعّالا من الفكر والأيديولوجيا لدى حزب الله، وتاليا، تهتز أمانته مع هذه الهجمات.

وأشار الحاج علي إلى أن رواية أن حزب الله قوة ردع بوجه إسرائيل، قد تفقد مصداقيتها بمرور الوقت، خاصة بعد انتهاء الحرب، إذ يظهر حجم الأضرار الهائلة التي تسبب فيها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وبعلبك مقارنة بالأضرار في شمال إسرائيل، مما يجعل قوة الردع هذه غير قابلة للاستمرار.

ومنذ 8 أكتوبر 2023، والاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني لم تهدأ، وتتخذ أحيانا منحى التصعيد من الطرفين، آخرها إطلاق نحو 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، ليأتي الرد من الجيش الإسرائيلي بتنفيذ 6 غارات على مناطق مختلفة في مدينة بعلبك، شرق لبنان.