أمن
.
ورقة 50 دولارا مزورة وقع ضحيتها المواطن اللبناني س.ع الذي يعمل داخل إحدى محطات المحروقات في محيط بيروت.
ما حصل هو أن س.ع اكتشف تلك الورقة عن طريق الصدفة، لكنه لم يكتشف من أي زبون تقاضاها، لأن غالبية المبالغ التي تدفع ثمن تعبئة المحروقات، تكون بالدولار الأميركي.
منذ هذه الحادثة، قرر "س.ع" استخدام "قلم يود" خاص بكشف الدولار الحقيقي من المزور، وذلك تفاديا لأي حادثة جديدة مماثلة قد يتعرض لها، بحسب ما قال لبلينكس.
ما حصل مع الشخص المذكور يمثل حادثة واحدة من سلسلة حوادث أخرى يعيشها اللبنانيون بسبب "الدولار المزور" الذي تبين أنه يغزو السوق اللبنانية بشكل كبير.
شبكات إجرامية عدة تبين أنها ناشطة على هذا الصعيد، فيما المعطيات عن هذا الملف الشائك كثيرة.. فمن أين يأتي الدولار المزور؟ ماذا تقول المعلومات الأمنية عنه؟ ما هي الحلول لضبطه؟ وماذا يقول الرسميون بشأنه؟
بين الحين والآخر، تعلن القوى الأمنية اللبنانية عن عمليات توقيف شبكات وأفراد ينشطون في مجال ترويج العملات المزيفة.
أبرز المناطق التي تعتبر مسرحا لنشاط المروجين هي بيروت، الشويفات، النبطية، البترون، طرابلس، البقاع وغيرها.
المدعي العام المالي في لبنان القاضي، علي إبراهيم، يقول لبلينكس إنه وبشكل يومي، ترد إلى النيابة العامة المالية ملفات عن ترويج عملات مزيفة، مشيرا إلى أن غالبية المبالغ المضبوطة تكون صغيرة وبآلاف الدولارات.
إبراهيم ذكر أن أبرز فئات الدولار التي يجري تزويرها هي من أوراق الـ20 والـ50 دولارا، فيما هناك أيضا عمليات تزوير أساسية تطال ورقة الـ100 دولار.
إبراهيم أوضح أيضا أنّ هناك ملفان كبيران تتم متابعتهما قضائيا وتبين أن المتورطين بهما لديهم عملات مزورة بأكثر من 150 ألف دولار، ويضيف "ما يجري هو أننا نتحرك فورا عند ورود أي إخبار بشأن عمليات مزيفة، فيما عملية التوقيف تجري بشكل عاجل عبر الأجهزة الأمنية من دون أي تأخير".
ينشر موقع قوى الأمن الداخلي في لبنان عدد العمليات الأمنية التي أدت إلى توقيف أشخاص يروجون دولارات مزيفة، وقد تبين الآتي:
مصادر قوى الأمن قالت لبلينكس إن عدد العمليات المعلن هو جزء من رقم أكبر، مشيرة إلى أن هناك بعض التوقيفات التي لا يُعلن عنها نظرا لأسباب أمنية.
"من أين يأتي الدولار المزور؟"، السؤال هذا يطرح باستمرار داخل لبنان وذلك لمعرفة مصادر العملة المزيفة وعما إذا كانت تأتي من الخارج.
مصدر أمني لبناني رفيع المستوى قال لبلينكس إن بعض الملفات كشفت عن وجود تهريب لدولارات مزورة عبر الحدود بين لبنان وسوريا، مشيرا إلى أن غالبية المتورطين بهذه الملفات من الجنسيتين اللبنانية والسورية.
وأفاد المصدر بأن هناك متورطين بترويج العملات المزيفة ينطلقون من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لافتا إلى أن هناك شبكات تدير عمليات الترويج وتتمركز ضمن تلك التجمعات.
بدوره، يقول كبير الاقتصاديين في مجموعة بنك بيبلوس اللبناني، نسيب غبريل، لبلينكس إن المصارف لم تسجل أي عمليات تكشف عن دخول دولارات مزورة عبرها نحو لبنان، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يجرِ رصده منذ بدء الأزمة المالية التي يعيشها لبنان منذ العام 2019.
من ناحيته، يكشف الخبير في معهد دراسات السوق كرابيد فكراجيان أن هناك تقاريرا عدة تحدثت عن أن هناك معاملا داخل لبنان متخصصة بطباعة العملة المزورة، مشيرا إلى أن تجارا جرى توقيفهم سابقا أقروا بأنهم بادروا إلى تصدير تلك الأوراق المزيفة من لبنان إلى الخارج، ما يعتبر مؤشرا خطيرا.
فكراجيان يقول لبلينكس إن التقديرات عن المبالغ المزورة قد لا تكون دقيقة، ويقول "هناك مطابع تعمل باستمرار ولا يمكن بتاتا معرفة أعداد الأوراق التي تنتجها يوميا، وفي الأصل فإن هذا الأمر لا يمكن ضبطه ومعرفته بسهولة".
مسألة انتشار الدولار المزور باتت تدفع مواطنين للانتباه أكثر خلال تعاملهم بالدولار الأميركي، وذلك خشية من خسارة أموالهم.
حاليا، فإن لبنان يعيش على "الدولرة"، أي أن الأسعار كافة مرتبطة بالعملة الصعبة، وتاليا بات استخدام الدولار أمرا أساسيا.
السؤال المحوري وسط ذلك هو التالي: كيف تعزز انتشار الدولار المزيف ضمن السوق اللبنانية؟
لتوضيح هذه النقطة، يقول غبريل التالي:
- "اقتصاد الكاش" أو الاقتصاد النقدي الذي سيطر على المشهد المالي في لبنان، هو عامل مساهم في انتشار الدولار المزيف.
- السوق السوداء للدولار التي ظهرت مع الأزمة عام 2019، كانت أيضا منصة لترويج الدولارات المزيفة وقد وقع مواطنون كثر ضحية التزوير
في المقابل، يتحدث غبريل عن أن هناك ألاعيبا وحيِل تستخدم في السوق للترويج لشائعات عن دولارات مزورة وذلك بهدف كسب أرباح مالية، ويقول:
- هناك أشخاص كثر يوهمون المواطن بأن الدولارات الموجودة بحوزتهم مزورة، لكنهم يقولون لهم إن بإمكانهم أخذها منهم مقابل دفع مبلغ مالي بقيمة تتراوح بين 5 و10 دولارات.
- غبريل اعتبر هذا الأمر بمثابة "تجارة" تتم ممارستها، فيما الهدف من وراء ذلك هو التالي: إشاعة حالة من الخوف ضمن السوق، والحصول على أرباح مالية.
الباحث في شركة "الدولية للمعلومات"، المتخصصة بالاحصاءات، محمد شمس الدين قال لبلينكس إن ظاهرة انتشار الدولار المزور تعززت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين باعتبار أن كل شيء بات يدفع بالدولار، ويضيف "هناك أماكن غير مزودة بآلات كشف الدولار، ما يجعل أصحابها عرضة للعملات المزيفة، مثل متاجر بيع المواد الغذائية ومحطات المحروقات وغيرها".
أمام واقع الدولار المزيف المنتشر في لبنان، يبرز الحديث عن ضرورة إيجاد حلول لمكافحة انتشاره.. فما هي الآليات التي تساهم في ذلك؟
موقع prevail.bank الالكتروني سرد خطوات يمكن من خلالها اكتشاف الدولار المزيف، وأبرزها:
- التحقق من تغير لون الحبر: يجب رفع الورقة النقدية في الضوء وأخذها ذهابا وإيابا. في هذه الحالة، يجب أن تشهد أي أوراق نقدية أصلية بقيمة 5 دولارات أو أكثر تم اصدارها بعد العام 1995، على تحول ألوان الرقم من الأخضر إلى النحاسي أو من النحاسي إلى الأخضر، وذلك اعتمادا على كيفية نظرتك إليها.
التحقق من مؤشر الأمان: ضع الورقة النقدية تحت الضوء للتأكد من وجود شريط أمان يمتد من أعلى الورقة النقدية إلى أسفلها، ويجب أن يتطابق النص المكتوب على الشريط مع فئة الورقة النقدية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة