طلاب بنغلاديش "يحرقون" وظائف التمييز

تشهد بنغلاديش ارتفاعا في معدلات البطالة وصلت إلى 5.06٪ عام 2023، وهو ارتفاع بـ0.79٪ عن عام 2022، وفقا لموقعي ستاتيستا وماكرو تريندز.

ووسط هذا التراجع في توفر فرص العمل، يطالب العديد من الطلاب البنغلاديشيين بإنهاء نظام الحصص الحكومي، الذي يخصص أكثر من نصف وظائف الخدمة المدنية، ذات الأمن الوظيفي والأجور الأعلى، لأقارب المحاربين القدامى الذين قاتلوا في حرب استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1971، وهي لحظة تعتبر حاسمة في تاريخ البلاد.

ويرتبط العديد من النخب السياسية المعاصرة في البلاد بهذا الجيل الذي يحظى بأولوية التوظيف، بما في ذلك رئيسة الوزراء حسينة، ابنة الشيخ مجيب الرحمن، مؤسس بنغلاديش الحديثة الذي اغتيل في عام 1975.

وفي عام 2018، تم إلغاء نظام الحصص في أعقاب احتجاجات مماثلة، لكن المحكمة العليا أعادته في يونيو 2024، وحكمت بأن إلغاءه غير دستوري.

معروف خان، 29 عاما، وهو بنغلاديشي يدرس في أستراليا، وانضم إلى المسيرات الداعمة للاحتجاجات في سيدني، قال لشبكة سي إن إن: "الوظيفة الحكومية هي فرصة جيدة حقاً". وأضاف: «يتنافس ما بين 500 ألف إلى 600 ألف شخص على 600 إلى 700 وظيفة حكومية، وفوق ذلك تتضمن حصة 56%. إنه ليس سهلا".

من جهته، يقول الطالب المحتج تحميد حسين "لقد ضحى المناضلون من أجل الحرية بالكثير من أجل الأمة، ولهذا السبب كانت هذه الحصة أمرا منطقيا في الماضي.. أما اليوم، فقد أصبحت الكوتا.. شكلا من أشكال التمييز".

بدأت الاحتجاجات في 1 يوليو بجامعة دكا التي تحظى بصيت عال في البلاد، لكن الصراع لم يحتدم إلا في 15 يوليو بعدما هاجم أعضاء من رابطة شاترا البنغلاديشية، الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الحاكم، المتظاهرين الطلاب داخل حرم جامعة دكا.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأنصار الحكومة، مع نشر بنغلاديش كتيبة العمل السريع شبه العسكرية، التي فرضتها الولايات المتحدة على العقوبات في عام 2021 بعد "ادعاءات واسعة النطاق بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".

ووسط احتدام الصراع بين الطلاب المحتجين ورابطة شاترا البنغلاديشية و قرات الأمن، انقطعت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في بنغلاديش الخميس 18 يوليو.

يشير موقع مراقبة الإنترنت Netblocks "إغلاقا شبه كامل للإنترنت على المستوى الوطني" في جميع أنحاء بنغلاديش. وقالت المنظمة على موقع إكس: "يأتي الإجراء الجديد في أعقاب الجهود السابقة لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي وتقييد خدمات بيانات الهاتف المحمول".

وأضافت في تدوينة أخرى أن "التعطيل يمنع العائلات من الاتصال ببعضها البعض ويخنق الجهود المبذولة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان".