أكواد وقتلة.. كيف خطط "آصف" للانتقام من أجل "سليماني"؟

بعد قضاء وقت في إيران حيث تعيش زوجته وأولاده، وصل آصف ميرشانت إلى ولاية تكساس قادما من باكستان حيث تعيش زوجته الثانية وأولاده، بلده الأصلي، ليبدأ رحلة البحث عن قتلة مأجورين ومخربين في أبريل 2024.

بحث ميرشانت عمن يساعده في المهمة، التقى به في نيويورك في يونيو 2024، وأخبره بالتالي: "الأشخاص الذين سيتم استهدافهم هم أولئك الذين يؤذون باكستان والعالم الإسلامي. هؤلاء ليسوا مجرد أشخاص عاديين"، مشيرا بإصبعه كما لو كان يستخدم مسدسا، وفقا لوزارة العدل الأميركية وشبكة NBC.

طلب ميرشانت من المساعد ترتيب اجتماع مع الأفراد الذين يمكن توظيفهم لتنفيذ مخططات هي:

• سرقة مستندات أو مساحات تخزين، USB، من منزل الهدف.
• التخطيط لاحتجاج.
• قتل سياسي أو مسؤول حكومي.

مساعد ميرشانت كان في الحقيقة مصدرا سريا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، FBI، بعد أن أبلغ عنه، وبدأ في استدراجه.

في ذات الاجتماع، بدأ ميرشانت يخطط لسيناريوهات الاغتيال المحتملة ويطلب من المصدر السري أن يشرح كيف يقتل الهدف بسيناريوهات مختلفة لا سيما وأنه سيكون محاطا بـ "أمن في كل مكان".

في الوقت نفسه، حينما تتم عملية الاغتيال سيكون آصف خارج الولايات المتحدة، ويتواصل مع المصدر باستخدام أكواد سرية، فقد طلبت منه "الجهة غير المعلومة" إتمام الخطة ومغادرة البلاد.

نفذ المصدر تعليمات ميرشانت بعناية، وجمع القتلة المأجورين الذين لم يكونوا سوى "ضباط سريين"، وفي منتصف يونيو 2024 كان الاجتماع المرتقب.

في الاجتماع طلب ميرشانت من "القتلة المزعومين" تنفيذ المهمات الثلاث السابق ذكرها، وفيما يخص الاغتيال فإنهم سيتلقون اسم المستهدف الأسبوع الأخير من شهر أغسطس أو الأسبوع الأول من شهر سبتمبر.

دبّر ميرشانت المبلغ المطلوب كـ"مقدم أجر" للقتلة بهدف تنفيذ الاغتيال، 5 آلاف دولار، ليقول أحدهم لآصف "نعلم الآن أننا نمضي قدما. سنقوم بهذا"، ليرد "نعم، بالتأكيد".

لم ينتظر حتى يأتي أغسطس، ففي 12 يوليو 2024 وبعد أن رتب ميرشانت رحلته للخروج من أميركا، وتنفيذ مخططه، ألقي القبض عليه.

في 16 يوليو 2024، كشفت مصادر مطلعة ورود معلومات استخبارية بوجود مؤامرة إيرانية لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ما دفع لزيادة حراسة جهاز الأمن السري حوله بحسب CNN.

جاء ذلك بعد أيام قليلة من محاولة اغتيال تعرض لها ترامب بالفعل خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، إلا أنه لا يوجد ما يشير لوجود علاقة بين منفذ هذه المحاولة المحتمل توماس ماثيو كروكس، وتلك المؤامرة الإيرانية.

يذكر مسؤول أميركي لشبكة NBC أن النظام الإيراني يخطط باستمرار لإلحاق الأذى بالمسؤولين والضباط العسكريين الأميركيين الحاليين والسابقين، مشيرا إلى توفير فرق أمنية ممولة من الولايات المتحدة لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث السابق برايان هوك.

كان هؤلاء المسؤولون في مناصبهم عندما نفذت إدارة ترامب ضربة بطائرة بدون طيار قتلت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في يناير 2020.

في الوقت نفسه، نفت إيران ضلوعها في هذه المحاولة أو تلك المؤامرة التي قيل إنها جاءت انتقاما لمقتل سليماني في ضربة بالعراق.

وأجاب المتحدث باسم بعثة طهران لدى الأمم المتحدة لشبكة CNN بالقول إن "ترامب مجرم يجب محاكمته ومعاقبته في محكمة قانونية لإصداره الأمر باغتيال الجنرال سليماني. لقد اختارت إيران المسار القانوني لتقديمه إلى العدالة" وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني في لقاء مع فريد زكريا.