هجمات من الشرق والغرب.. هل أصبحت أميركا "مستباحة سيبرانيا"؟

خسرت الولايات المتحدة ما يزيد عن 300 مليار دولار خلال العام 2023 بسبب الجريمة الإلكترونية، ويتوقع أن تصل إلى أكثر من 450 مليار دولار بنهاية العام الحالي، لتتخطى التريليون دولار في عام 2027 بحسب موقع ستاتيستا.

ويشير مكتب حكومة الولايات المتحدة للمساءلة في نقاط إلى عدد من التحديات التي تواجه الأمن السيبراني الفيدرالي كالآتي:

1. استراتيجية الأمن السيبراني الأميركية (2023) ليست قوية كما ينبغي.
2. الوكالات الفيدرالية محدودة في قدرتها على تحسين أمن الأنظمة والمعلومات الفيدرالية.
3. قطاعات البنية التحتية الحيوية عرضة للهجمات التخريبية.
4. قيود على الجهود المبذولة لحماية الخصوصية الشخصية.

نشرت شبكة من عشرات المواقع الإلكترونية التي تحاكي مواقع إخبارية محلية أميركية، في وقت سابق هذا الشهر، ادعاء كاذبا بأنّ الحزب الديمقراطي كان وراء محاولة اغتيال دونالد ترامب في يوليو 2024.

وتعود ملكية هذه المواقع إلى جون مارك دوغان وهو جندي مشاة أميركي سابق فرّ إلى روسيا أثناء ملاحقته في فلوريدا بتهم الابتزاز والتنصّت، بحسب وكالة فرانس برس.

واستشهد التقرير المنشور بتسجيل صوتي لما يُفترض أنها محادثة خاصّة بين الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وأحد الاستراتيجيين الديمقراطيين. ويشير التسجيل إلى أن "التخلّص من ترامب" من شأنّه أن يضمن "النصر ضدّ أي مرشح جمهوري".

وقالت منظمة "نيوزغارد" لمراقبة المعلومات المضلّلة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّا لها، إنّ الصوت تمّ إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مستشهدة بأبحاث تستخدم أدوات كشف متعدّدة، وبمداخلة من خبير في الشؤون الرقمية.

وتعتبر شركة ميتا أن روسيا لا تزال المصدر الرئيسي لشبكات المتصيدين التي تم تعطيلها على فيسبوك وإنستغرام، تليها إيران مباشرة.

يأتي ذلك في وقت تشير فيه وكالة الاستخبارات الأميركية أن موسكو تفضل دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في الانتخابات المقررة في نوفمبر 2024 بحسب رويترز.

يقول تقرير صادر عن غوغل بشأن التهديدات الإلكترونية، إن مجموعة قرصنة تعرف باسم APT42 مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حاولت اختراق شخصيات ومنظمات رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، بمن في ذلك مسؤولون حكوميون وحملات انتخابية.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه حملة هاريس عن تعرضها لهجوم من قراصنة إلكترونيين أجانب، وذلك بعد أيام من زعم حملة دونالد ترامب تعرضها لاختراق من قبل إيران. كما كشفت شركة غوغل أنها تواصل رصد محاولات لاختراق حسابات شخصية لأفراد مرتبطين بالرئيس جو بايدن.

وأشارت غوغل إلى أنها أحبطت محاولات من APT42 لاختراق حملتي بايدن وترامب عام 2020.

ووفقاً للتقرير، شملت قائمة أهداف مجموعة القرصنة الإيرانية في مايو ويونيو 2024 محاولات لاختراق حسابات البريد الإلكتروني الشخصية لنحو 10 أشخاص مقربين من بايدن أو ترامب، إلا أن شركة غوغل تمكنت من إحباطها.

وذكرت غوغل أيضا أن المجموعة اخترقت حساب "Gmail" الخاص بمستشار سياسي مؤثر.

في الإطار ذاته، حجبت شركة ميتا عددا من الحسابات عبر تطبيق "واتساب" تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية استهدفت مقربين من بايدن أو ترامب.

وتعمل مجموعة القرصنة APT42 من خلال جمع معلومات عن الأهداف ووضع خطط "تصيّد" لخداع الضحايا من أجل الكشف عن كلمات المرور الخاصة بحساباتهم مثل البريد الإلكتروني "Gmail".

ويستخدم البعض منهم أساليب "الهندسة الاجتماعية" التي تدفع الضحية للنقر على رابط مفخخ أو تسجيل الدخول إلى نسخة طبق الأصل عن صفحة ويب حقيقية.

كانت شركة KnowBe4 المتخصصة في التدريب على الأمن السيبراني تحتاج إلى تعيين مهندس برمجيات عن بعد، وكالعادة نشرت إعلانا للوظيفة وبدأ قسم الموارد البشرية في استقبال السير الذاتية.

أربع مقابلات عبر الفيديو، طابق خلالها القسم المعني الصورة المرسلة في السيرة الذاتية مع الطلب، وكانت النتائج واضحة، هذا الشخص حقيقي.

لكن الأمر لم يكن كذلك، إذ اتضح أنه يستخدم هوية أميركية صالحة ولكنها مسروقة، وصورة "معززة" بالذكاء الاصطناعي.

وقد أرسلت وحدة Mac ليبدأ المهندس المزيف العمل بها، وفور استلامها حملت برنامجا ضارا استطاعت وحدة الأمن في الشركة أن ترصده لتكتشف أنه "موظف IT من كوريا الشمالية".

واستخدم الموظف المزيف أساليب مذهلة للحفاظ على الخدعة أولها أنه أرسل عنوانا لتلقي الجهاز الخاص به اتضح أنه "IT mule laptop farm" أي مخزن للأجهزة المحمولة، وشبكات VPN لتبدو كما لو كان يعمل بتوقيت الولايات المتحدة.

ويتضح من ذلك مدى تطور قدرات القراصنة الكوريين الشماليين، ودوافع بيونغ يانغ للخروج وكسب العملة الصعبة، بحسب دان بينكستون، محاضر في الحرب السيبرانية والعلاقات الدولية في جامعة تروي في كوريا الجنوبية، لموقع إن كيه نيوز.

مساعي موظف تكنولوجيا المعلومات الكوري الشمالي ليست الأولى، فوفقا لتقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة المعنية بتنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية فإن ما يصل إلى 10 آلاف عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات يشاركون بصورة "فريلانس" لكسب الأموال التي تدعم برامج الأسلحة في البلاد.