أمن
ببدلته السوداء وكاميرات الصحافة المحيطة شوهد أول رئيس حكومة إسرائيلي يدخل قاعات المحاكم متهما بقضايا جنائية. دخل بنيامين نتنياهو القاعة، صباح الثلاثاء 10 ديسمبر، لجلسة استماع لأقواله في تهم الفساد الموجهة إليه بموجب أمر قضائي من المرجح أن يجبره على التنقل بين قاعة المحكمة وغرفة إدارة الحرب، المعروفة باسم "الحفرة"، لأسابيع.
ويدلي رئيس الحكومة بشهادته 3 مرات في الأسبوع، على الرغم من حرب غزة وهدنة لبنان ومفاوضات الهدنة في غزة، والتهديدات الجديدة المحتملة التي يشكلها التوتر الأوسع القائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا المجاورة.
ويواجه نتنياهو هذه الاتهامات بهجوم حاد على القضاء، قائلا في بيان "التهديد الحقيقي للديمقراطية في إسرائيل لا يشكله ممثلو الجمهور المنتخبون، بل بعض أفراد سلطات إنفاذ القانون الذين يرفضون قبول اختيار الناخبين ويحاولون تنفيذ انقلاب من خلال تحقيقات سياسية مسعورة غير مقبولة في أي ديمقراطية".. فلماذا يذهب نتنياهو الآن للمحكمة، وما هي الاتهامات التي قسمت الرأي العام الإسرائيلي؟
وجهت إلى نتنياهو في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 وتتضمن 3 قضايا جنائية، ينفيها جميعا ويقول إنه غير مذنب.
يقول ممثلو الادعاء إن نتنياهو منح مزايا تنظيمية بقيمة 1.8 مليار شيكل (حوالي 500 مليون دولار) لشركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات. وسعى في المقابل، كما يقول ممثلو الادعاء، للحصول على تغطية صحافية إيجابية لنفسه وزوجته سارة على موقع إخباري يديره رئيس الشركة السابق شاؤول إلوفيتش. وفي هذه القضية، اتُهم نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
اتُهم نتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة للاشتباه بأنه وزوجته تلقيا بشكل غير قانوني ما يقرب من 700 ألف شيكل (210 آلاف دولار) في شكل هدايا من أرنون ميلشان وهو إسرائيلي ومنتج في هوليوود، وتلقي هدايا من رجل الأعمال الأسترالي الملياردير جيمس باكر.
وقال ممثلو الادعاء إن الهدايا شملت زجاجات شمبانيا وأنواعا من السيجار الفاخر وإن نتنياهو ساعد ميلشان في مصالحه التجارية. ولا يواجه باكر وميلشان أي اتهامات.
يقال إن نتنياهو تفاوض على صفقة مع أرنون موزيس، مالك صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تقوم الصحيفة بموجبها بتقديم تغطية إيجابية عنه في مقابل تشريع لإضعاف صحيفة منافسة، وفي هذه القضية اتُهم نتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة.
ما لم يسع نتنياهو للتوصل إلى اتفاق بإقرار بالذنب، فمن غير المرجح صدور حكم عليه قريبا إذ قد يستغرق الأمر عدة أشهر أخرى قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة.
بموجب القانون الإسرائيلي، فإن رئيس الوزراء غير مجبر على التنحي ما لم تتم إدانته، وحتى إذا أُدين، فإنه إذا استأنف الحكم، فيمكنه الاحتفاظ بمنصبه طوال عملية الاستئناف.
تصل عقوبة تهم الرشوة إلى السجن لمدة 10 سنوات و/أو غرامة. ويعاقب على الاحتيال وخيانة الأمانة بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.
أدى الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والحرب التي أعقبته في غزة، إلى إبعاد محاكمة نتنياهو عن جدول الأعمال، حيث اتحد الإسرائيليون في ظل حالة من الحزن والصدمة. وقبل الحرب، أدت مشاكل نتنياهو القانونية إلى انقسام الإسرائيليين بشدة وأربكت السياسة الإسرائيلية خلال 5 جولات من الانتخابات.
وبعد فوز نتنياهو الحاسم في انتخابات عام 2022، أطلقت حكومته اليمينية حملة للحد من صلاحيات القضاء، وأشعل ذلك احتجاجات جماهيرية في إسرائيل ومخاوف بين الحلفاء الغربيين بشأن الديمقراطية في البلاد. ونفى نتنياهو أي صلة بين الإصلاح القضائي ومحاكمته، قبل أن يتراجع بشكل كبير عن الخطة بعد اندلاع الحرب، لكنه استأنف بعض الخطاب المناهض للقضاء في الأسابيع القليلة الماضية.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة