درون "لا يُخترق" يشعل جبهات أوكرانيا

ظهرت الطائرات الانتحارية المزوّدة بكابلات الألياف البصرية كردّ مباشر على تزايد أنظمة التشويش على الطائرات بدون طيار.

الكابتن يوري فيدورينكو، قائد وحدة "أخيل" الخاصة، وصفها بأنها "لا يمكن التشويش عليها، ويصعب اكتشافها"، مشيرًا إلى أنها بدأت كمبادرة تجريبية وسرعان ما انتشرت نهاية العام الماضي.

الطائرات تُوجّه عبر كابل يمتد لعشرة أو حتى عشرين كيلومترًا، وتنقل صورًا عالية الجودة حتى لحظة التفجير. وتُستخدم غالبًا في الموجة الأولى من الهجوم لتدمير قدرات التشويش لدى العدو، ما يمهد الطريق لطائرات الدرون التقليدية.

ورغم ارتفاع تكلفة الكابل الحساس للغبار والتلف، إلا أن فائدته الاستخباراتية والتكتيكية تجعل منه استثمارًا مُبررًا.

هذه الطائرات غير القابلة للتشويش غيّرت قواعد الاشتباك على الأرض، حيث أصبحت تُستخدم لاختراق طرق الإمداد المحمية بالغابات واستهداف المدافع المختبئة في الحظائر.

مقطع فيديو من قناة تلغرام روسية يُظهر طائرة تابعة لهذا النوع تحلق على ارتفاع سنتيمترات عن الأرض وتصيب مدفعًا أوكرانيًا في موقع محصّن.

يفيد أحد المسعفين العسكريين بأن الجنود باتوا يخشونها لأن "الإخلاء في وضح النهار بات مستحيلاً"، حسب قوله. وقد أكد الجنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن هذه الطائرات لديها "نطاق قتل يصل إلى 20 كم"، ما يعكس مدى توسع ساحة المعركة.

وتُقدّر نسبة استخدام هذه الطائرات حاليًا بحوالي 10٪ من إجمالي إنتاج ورش الطائرات بدون طيار، لكن التوسع جارٍ.

رغم الريادة الروسية في إنتاج هذه الطائرات، فإن أوكرانيا بدأت تسابق الزمن لتطوير قدراتها المحلية. الرئيس فولوديمير زيلينسكي كشف أن 11 مصنعًا أوكرانيًا بات يُنتج نماذج معتمدة منها، مؤكدًا على رفع الإنتاج قريبًا.

في المقابل، لجأت كييف إلى ضرب منشآت التصنيع الروسية. ففي سارانسك، على بُعد 400 ميل من الحدود، استهدفت طائرات أوكرانية مصنعًا روسيًا للألياف البصرية، يُعدّ الوحيد في البلاد.

من جهة أخرى، يعمل الأوكرانيون على ابتكار وسائل مضادة، أبرزها الشِباك لعرقلة الطائرات، وتقنيات لقطع أو حرق الكابلات.

الكابتن فيدورينكو يقول: "الجميع يسأل إن كان بالإمكان تدمير الكابل... الجواب أنه قوي جدًا، لكننا نعمل على الأمر".