طائرات مروحية ومواد كيماوية.. "حرب الهجرة" تشعل شيكاغو
يقول ناشطون وسكان ومسؤولون منتخبون إن أساليب المواجهة المتصاعدة التي يستخدمها عملاء الهجرة الفيدراليون تثير العنف وتؤجج التوترات في ثالث أكبر مدن الولايات المتحدة.
فقد شملت هذه الأساليب مداهمة مجمع سكني بطائرة مروحية بينما كانت العائلات نائمة، واستخدام مواد كيميائية بالقرب من مدرسة عامة.
ومنذ بدء حملة القمع على المهاجرين الشهر الماضي في منطقة شيكاغو، تم اعتقال نحو ألف مهاجر. إلا أن مواطنين أميركيين ومهاجرين يحملون وضعاً قانونياً وأطفالاً كانوا أيضاً من بين من احتجزوا في مواجهات أكثر عدوانية، تتكرر يومياً في أحياء المدينة التي تضم 2.7 مليون نسمة وضواحيها العديدة.
في عملية مثيرة للجدل على الجانب الجنوبي من شيكاغو، قال ناشطون وسكان إن عملاء وزارة الأمن الداخلي استخدموا شاحنات غير مميزة وطائرات مروحية لتطويق مبنى سكني من خمسة طوابق.
وبحسب تقرير لقناة نيوز نيشن، نزل العملاء من مروحيات من طراز "بلاك هوك"، ثم بدأوا بالطرق على الأبواب وإيقاظ السكان وتقييد أيديهم باستخدام أربطة بلاستيكية.
وقال سكان ومنظمات مدافعة عن حقوق المهاجرين إن من بين من تم تقييدهم أطفالاً ومواطنين أميركيين.
حاكم إلينوي جيه. بي. بريتزكر، وهو ديمقراطي، أمر وكالات الولاية بالتحقيق في مزاعم تفيد بتقييد أطفال وفصلهم عن ذويهم، مؤكداً أن "الأساليب العسكرية لا يجب أن تُستخدم ضد الأطفال". كما دعا عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين إلى وقف المداهمات.
من جانبها، قالت وزارة الأمن الداخلي إن العملية استهدفت أشخاصاً يُعتقد أن لهم صلة بعصابة "ترين دي أراگوا"، مشيرة إلى أن بعض المعتقلين يُشتبه في تورطهم في تهريب المخدرات والأسلحة وانتهاكات للهجرة.
لكن الوزارة لم تقدم تفاصيل عن عدد المعتقلين أو عن معاملة الأطفال، فيما نشرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مقاطع فيديو معدّلة تُظهر اقتحامات المداهمات بطائرات الهليكوبتر وأشخاصاً مقيدي الأيدي، مع موسيقى تغطي الصوت الأصلي.
تصاعد استخدام الغازات الكيميائية
أصبح استخدام العملاء لمواد كيميائية مثل الغاز المسيل للدموع أكثر شيوعاً وعلنية في الأسبوع الأخير. فبعد استخدامها أولاً ضد المتظاهرين، استُخدمت هذه المواد في شوارع المدينة وخلال عمليات المداهمة، بحسب منظمات مدنية.
وبحسب خط ساخن مخصص للتبليغ عن أنشطة عملاء الهجرة، ورد أكثر من 800 بلاغ يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم ذاته الذي قال فيه ناشطون إن العملاء ألقوا عبوة غاز بالقرب من مدرسة ابتدائية في حي "لوغان سكوير"، ما أجبر المدرسة على إلغاء فترة الاستراحة الخارجية.
في اليوم ذاته، تعرضت عضوة مجلس المدينة جيسي فوينتس لتقييد الأيدي في مستشفى، بعد أن طالبت العملاء بإبراز مذكرة توقيف لرجل كُسرت ساقه أثناء مطاردته من قبلهم ونُقل إلى قسم الطوارئ.