مجتمع
.
من ممر الطائرة الضيق، تخرج لوني جيمس، ٤٠ عاما، بحماس للوصول إلى وجهتها الجديدة، مصر. بدأت جيمس عامها في رحلة حول العالم حيث توجهت إلى بلدان مختلفة بهدف التعرف على رجال مختلفين والذهاب في مواعيد غرامية عفوية. وبحلول رمضان، اتجهت إلى القاهرة لقضاء ١٣ ساعة مع رجل غريب.
جيمس، كاتبة وناشرة على موقعها الخاص، قامت بإطلاق هاشتاغ #adateineverycountry من خلال السفر حول العالم والذهاب في موعد في كل بلد. طوال رحلتها، كانت الكثير من المواعيد استثنائية بالنسبة لجيمس؛ غالباً ما تكون مختلفة جداً نظراً لاختلاف طبيعة الرجال، والبلدان. بدءًا من لندن وانتهاءً بسلوفينيا، كانت رحلة جيمس أكثر إثارة للاهتمام في مصر.
خلال رحلتها إلى مصر، تلتقي جيمس برجل اختارت عدم الكشف عن هويته على الرغم من مشاركتها لكل شيء آخر عنه في مدونتها. أوضحت جيمس لمتابعيها بأنه التقته عبر تطبيق Tinder ولقبته بـ"رجل القاهرة".
في موعدها الأول معه، قرر اصطحابها للافطار. بعد قضاء يوم طويل معاً، تعرفت جيمس على ما أسمته الإفطار المصري التقليدي، لكنه في الحقيقة يصلح إما لوجبة الغداء أو العشاء، الذي شمل ما يبدو كرشة اللحمة، الكباب والكفتة، المعكرونة بالبشاميل، الممبار، ورق العنب، مع السلطة الخضراء والعيش البلدي.
اكتملت الرحلة بزيارة العديد من الأماكن السياحية مثل متحف الحضارة، كنيسة الكهف، وحضور عرض التنورة في الصحراء.
أعجبها إصرار "رجل القاهرة" عندما طلب منها موعداً ثانيًا، وبينما التقيا في الموعد، فوجئت بخطة مفصلة لليوم بأكمله مصحوبة بخريطة جوجل مابس التي شملت جميع أنشطة العيد التي أعدها. أكملت جولتها بتناول البعض من "الحواوشي البلدي" لدى مطعمه المفضل، وحضور حفل للمغني الشعبي عبدالباسط حمودة.
ظنّت جيمس، كالعديد مع الأجانب الذين لم يختبروا عادات العالم العربي، أنه قد يكون غريباً من ناحية المواعدة، وخصوصاً المواعدة عبر التطبيقات خلال شهر رمضان، لكن هذا لم يكن الواقع عند زيارة مصر. تعرفت على شاب وصفته باللطيف والمراعي وعرض مصاحبتها للإفطار.
من أول العادات التي باغتتها لجيمس في مصر هو اللمس. قبل اللقاء، راودتها شكوك بخصوص آداب السلام، فلم تعلم إذا بإمكانها حتى مد يدها للسلام، وقررت آلا تحاول نظرًا لأنهما في شهر رمضان.
بعد الافطار، ذهبت جيمس لتتمشى معه حيث شاركت، "تمشينا بعد العشاء في بعض الشوارع المزدحمة للغاية حيث أصر على إمساك يدي بينما كنا نتفادى وننسج بين الجماهير. لم أكن متأكدًا مما إذا كان هذا اللمس جيدًا ولكني كنت آخذ إشاراتي منه".
بينما يعتبر هذا فعلاً يلفت الأنظار في مصر، فأصبحت هذه اللمسات البسيطة مقبولةً بشكل عام، خصوصًا في أماكن سياحية مثل الإسكندرية والقاهرة اللواتي يتطبعن بعادات زوارهن. ولكن على الرغم من ذلك، تبقى هذه أفعال يعاقب عليها القانون. المادة 278 من قانون العقوبات في مصر تنص على أن " كل من فعل علانية فعلاً فاضحاً مخلاً بالحياء، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة، أو غرامة لا تتجاوز خمسين جنيهاً " والمقصود بذلك أي فعل مادي "يخدش في المرء حياء العين أو الأذن، سواء وقع الفعل على جسم الغير أو أوقعه الجاني على نفسه".
في مقال آخر شاركته جيمس على مذكرتها الالكترونية، أبدت تعجبها من عادة لدى الشعب في مصر ولدى العديد من الشعوب العربية أيضاً وهي الانتقال من المنزل.
يعود هذا التقليد لأسباب مختلفة، أبرزها الدينية، حيث يؤمن العديد من المتدينين في مصر، سواء مسلمين أم مسيحيين، بأن هذا القرار أكثر أماناً لنسائهن. إذ يجري الإبلاغ عن حوالي 20 ألف حالة اعتداء جنسي، سنويًا في مصر؛ 90٪ من النساء في مصر أفدن بتعرضهن لشكل من أشكال التحرش الجنسي، وفقاً لRape, Abuse & Incest National Network.
وبالنسبة للجيل الأصغر الذي لا يزال يدرس بالجامعة فإن 63٪ منهم يفضلون العيش مع والديهم، وفقاً لدراسة نشرتها Global Web Index في ٢٠١٩.
شاركت أيضاً جيمس شيئاً اعتبرته مميزاً للغاية، "كلما كان لديهم بقايا طعام، يقومون بتعبئتها ثم تسليمها إلى أحد المحتاجين في الشارع. يتجول الواحد منهم عمدًا بحثًا عن شخص قد يكون جائعًا ليعطيه فائض الطعام".
وتعاني مصر من أزمة اقتصادية متفاقمة إذ يعيش 30٪ من السكان تحت خط الفقر، وفقاً للبنك الدولي. ويعيش حوالي ربع السكان في أحياء فقيرة، بينما 60٪ من هذه النسبة تعيش في العاصمة وحدها.
أوضحت جيمس أنه كان لديها بعض الافتراضات المسبقة عن كيفية تقديم المصريين لأنفسهم، ولكنها شددت بأن "كرم الشعب المصري لا مثيل له". أنهت رحلتها في مصر بعد رجل القاهرة وانتقلت إلى وجهتها الأخرى: الأردن.
لقراءة مدونتها والتعرف أكثر على مواعيدها في كل دولة، اضغط هنا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة