مجتمع
.
بينما كان الحضور في مهرجان كان الدولي للسينما يشاهدون فيلم "إن شاء الله ولد"، عن تفضيل العرب للمواليد الذكور، بحضور المخرج الأردني أمجد الرشيد، كان المغرب تناقش نتائج دراسة تُظهر أن النساء المغربيات تتساوى نظرتهن للأبناء من الذكور والإناث دون تفضيل جنس معين.
الفيلم الأردني يحكي قصة صراع سيدة مات عنها زوجها ولديها ابنة واحدة وبالتالي حرمانها من مسكنها، فتكتشف "نوال" عبر الطريق الصعب أن الحصول على حقوقها يستحيل دون ابن ذكر، وهو الوضع الذي يكاد يكون مكررا في معظم الدول العربية.
مغربيا، وفي دراسة حديثة نشرتها المندوبية السامية للتخطيط عن الإنجاب وتفضيل الأمهات لجنس المولود، كشفت النتائج أن أكثر من نصف النساء المغربيات تتساوى لديهن الرغبة في إنجاب الإناث والذكور، بينما ذهبت أكثر من ٢٥٪ منهن إلى خيار أكثر حسما بتفضيل الإناث.
إلى وقت ليس ببعيد كانت النساء المغربيات يفضلن الأبناء الذكور، تؤكد ذلك دراسة تعود للعام 1997 وتكشف تفضيل المغربيات الذكور على الإناث، بحيث أجابت 26٪ من النساء المتزوجات في الاستبيان تفضيلهن الذكور، بينما 25٪ منهن كن يفضلن الإناث، وهو ما تغير تماما في أقل من 30 سنة.
المغربيات اللواتي يفضلن الأبناء الذكور انخفضت نسبتهن إلى نحو 19٪ فقط.
المثير في الدراسة أن النساء القرويات لم يختلفن في آرائهن كثيرا عن نساء المدن. فعادة تُظهر الصور النمطية تشبث النساء القرويات بالتقاليد عن نظيراتهن من سكان المدن، لكن النتائج الأخيرة أثبتت العكس.
اعتمدت الدراسة في فهم هذا التغيير على معطيات من المسح الوطني لصحة الأم لـ 1997 والمسح الوطني للسكان وصحة الأسرة للعام 2018.
يرجع هذا التغيير، حسب الدراسة، إلى تعليم المرأة وتمكينها من الدخول إلى سوق العمل ما تسبب في تحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تخفيض اعتمادها على أفراد آخرين من أسرتها.
قبل صدور الدراسة بـ ١٠ سنوات، تطرقت وسائل إعلامية لـ "ترند" جديد في المغرب، تفضل فيه النساء إنجاب الإناث على الذكور. كما رصدت وسائل إعلام حالات من نساء أنجبن فتيات لكن يطمحن في إنجاب المزيد منهن، مثل سعاد التي قالت إنها تريد أن تصبح "أما لقبيلة من البنات"، وبررت ذلك وقتها بالقول إن "تربية الإناث أسهل من تربية الأولاد الذكور".
بالإضافة إلى تربيتهن السهلة، بحسب المشاركات في الدراسة، يعزي متابعون هذا التوجه إلى "دوافع عاطفية ونفسية واجتماعية" حيث تعتقد الأمهات أن الفتيات أكثر نفعا من الفتيان، وأكثر حنانا على الوالدين خصوصا عند تقدمهما في السن.
تفضيل توظيف الذكور لا يقتصر على الدول العربية، إذ يعتبر هذا اتجاها عابرا للثقافات، إذ يفضل أصحاب العمل توظيف رجال بنسبة أعلى ٣٠٪ أكثر مقابل الإناث اللواتي يتمتعن بنفس مؤهلات نظرائهن من الذكور.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة