اليهود يحتفلون بالـ"عام ٥٧٨٤".. ماذا نعرف عن "روش هشانا"؟

يبدأ اليهود "روش هشانا" بتحية "شاناه توفاه" وتعني سنة جديدة سعيدة، وفي هذه السنة تحديدا لن ينفخ في البوق، لأن العيد صادف يوم السبت المقدس عند اليهود، لذلك سيؤجل النفخ في البوق إلى ثاني أيام السنة الموافق الأحد ١٧ سبتمبر.

ويرمز النفخ في البوق إلى حادثة ذبح نبي الله إبراهيم لابنه إسحاق وفق المعتقد اليهودي، فيما يعتقد المسلمون أن هذه الحادثة وقعت الابن إسماعيل وليس إسحاق.

وتتركز صلوات اليهود عند حائط البراق في البلدة القديمة في القدس، ويكتب اليهود أمنياتهم وتضرعاتهم لله على ورق ويضعونه بين أحجار السور الكبيرة. لكن الملفت في هذه الطقوس أن بلدية القدس تقوم بإزالة هذه الأوراق بعد انتهاء فترة الأعياد.

في الأسواق الإسرائيلية تنتشر "بسطات" التفاح والعسل والجزر فترة رأس السنة العبرية، لأن لليهود عادات وتقاليد تتعلق بأطعمة يتم طهيها يوم رأس السنة. قطع التفاح الدائرية يغمسها اليهود في العسل، وكذلك يطبخون الجزر ويصنعون منه الحلوى بعد تبريده ومزجه مع كميات كبيرة من السكر.

يسمى البوق الذي ينفخ فيه فترة رأس السنة العبرية بـ"الشوفار" ويبدأ النفخ فيه كل صباح في الشهر الأخير من السنة حتى يوم رأس السنة. ويستخدم اليهود الشوفار في عيد الغفران، ويمنع أن يكون قرن الكبش الكبير مزخرفا، ولكن يسمح بنقش بعض الرسومات عليه شريطة عدم الاقتراب من الفوهة.

استخدم الشوفار قديما لدعوة الناس للخروج إلى الحرب أو لتحذيرهم من خطر قادم ولإخافة العدو أيضا، ومن الواجب الديني أن يستمع اليهودي لتسع نفخات على الأقل في رأس السنة، إلا أن اليهود ينفخون ثلاثين نفخة منعا للشك، وفي المعابد اليهودية ينفخ بـ"الشوفار" ١٠٠ مرة.

يعتقد اليهود أن الله خلق العالم تحديدا قبل ٥٧٨٤ عاما وأن أول يوم من شهر تشريه هو اليوم الأول للبشر على الأرض.

كذلك يرى المؤمنون باليهودية أن أعمالهم السيئة في العام الماضي يتطلع عليها الله في هذا اليوم، لذلك يستغلونه في طلب المغفرة، لأنه وحسب المعتقد التوراتي، بعد أن يتطلع الله على أعمالهم، يقرر كيف ستكون سنتهم المقبلة ويكتب لهم خيرها وشرها.

في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، يتأثر الفلسطينيون اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا برأس السنة العبرية والأعياد اليهودية عموما.

• اقتصاديا: تتوقف حركة نقل البضائع من إسرائيل إلى غزة عبر المعابر المخصصة لذلك مثل معبر إيريز، وكذلك تتوقف حركة التجارة في فترات محددة بين الأردن وفلسطين عبر الحدود، إلا أن الأثر الأهم من ذلك شرحه موسى الجالولي (٢٣ عاما) لبلينكس، ويتمثل في انعدام فرص العمل "تقريبا" داخل إسرائيل في فترة الأعياد.

ويطلق اليهود على العطلة بسبب الأعياد كلمة "سييغر".

• اجتماعيا: لا يستطيع فلسطينيو الضفة الغربية السفر في أوقات معينة في فترة الأعياد اليهودية، وذلك لأن إسرائيل تغلق جسر الملك حسين (معبر اللنبي) بين الضفة الغربية والأردن في تلك الفترة، وهو ما يجعلهم يخططون لسفرهم على أن يكون قبل فترة الأعياد أو بعد انتهائها، كي لا يطرأ جديد وقت الأعياد ويكونوا مضطرين للسفر بينما الحدود مغلقة.

• أمنيا: تنشط هجمات المستوطنين في فترة الأعياد اليهودية وخصوصا رأس السنة العبرية، وكذلك يجتمع المتدينون اليهود قرب حائط البراق ويؤدون طقوسا دينية، وغالبا ما يصاحب هذه الطقوس اعتداء بعض المستوطنين والشرطة الإسرائيلية على من يحاول من الفلسطينيين الدخول إلى منطقة سور المسجد الأقصى أو داخله.