الزلزال خطف ٥ من عائلته.. محمد المغربي يتذكر الفاجعة فوق ركام منزله

الزلزال الذي خلف قرابة الـ٣ آلاف قتيل وأكثر من ٢٥ ألف جريح، خطف خمسة أفراد من عائلة محمد. منهم عدد من أبنائه وبناته، لكن أكثر ما يفجعه هو موت حفيدته التي ولدت قبل ٢٤ ساعة من وقوع الزلزال فقط.

وكان الديوان الملكي المغربي أعلن الحداد على ضحايا الزلزال لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام بدءًا من يوم الجمعة الذي وقع فيه الزلزال.

يقول محمد لبلينكس إنه كان نائما وقت حدوث الزلزال ليتفاجأ بصوت يشبه صوت إطلاق الرصاص فاستيقظ مسرعا وخرج من باب المنزل الذي كان مفتوحا بالصدفة، ويتذكر محمد تفاصيل ذلك اليوم بقوله "كان مصباح واحد في المنزل مضيئا والبقية كلها كانت قد تلفت بفعل الزلزال".

خرج محمد من المنزل حافي القدمين، ونظر إلى بيته من الخارج فرآى نصفه على شكل ركام على الأرض. بعد ذلك بدأ محمد يستعيد تركيزه، ليبدأ مع من هرب من العائلة بانتشال أفراد العائلة الآخرين الذين ظلوا تحت الأنقاض.

لن ينسى محمد مشهد انتشال أفراد عائلته الخمسة ضحايا وهم: أمينة شوهاد، سعاد الحسن آيت الحاج، مروة أسقي، محمد سليمان أسقي، وسهام أسقي.

بعد قرابة ١٠ أيام من الزلزال أعلن الديوان الملكي في المغرب أنه سينفق 11.7 مليار دولار على إعادة الإعمار عقب الزلزال.

وجاء في إعلان الديوان أن إعادة الإعمار المنتظرة والجاري العمل عليها ستستهدف 4.2 مليون شخص تضرروا من الزلزال. ويرى محمد المفجوع بعائلته أن مصيبته كبيرة جدا، وقال لبلينكس: "مليار شخص لن يعوضوني من فقدتهم من العائلة، ولن أنساهم حتى مماتي".

تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال فالعديد من المباني في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تضررت بشكل كبير.

وألحق الزلزال أضرارا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.

ووافقت المغرب على تلقي المساعدة من دول عديدة منها: إسبانيا، الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وبريطانيا. ورفضت عروضا من دول أخرى ولم تذكر أي من المصادر الرسمية السبب في رفضها.

وما زال الكثير ممن تركوا بيوتهم إثر الزلزال يبحثون عن أفراد عائلاتهم الذين لا يعرفون مصيرهم حتى الآن، فيما تواصل فرق الإنقاذ التي انضم إليها الجيش في وقت مبكر من وقوع الزلزال للمساعدة في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.