"الأمير المنفي" يبدأ الإخلاء.. أندرو يبحث عن قصر بعد الطرد الملكي

يدخل الأمير البريطاني أندرو ماونتباتن وندسور، الشقيق الأصغر للملك تشارلز الثالث، مرحلة جديدة من التواري عن الأنظار، بعد قرار نقله من مقر إقامته الفخم قرب قلعة وندسور إلى ملكية خاصة للملك في ساندرينغهام شرق إنجلترا.

ويُنظر إلى الخطوة باعتبارها "نفياً داخلياً" يعمّق عزلة الأمير السابق الذي يلاحقه الغضب الشعبي والجدل داخل بريطانيا والولايات المتحدة على خلفية علاقته بالمتحرش الجنسي الراحل جيفري إبستين.

يمثل إخراج أندرو من "رويال لودج"، القصر المؤلف من 30 غرفة حيث عاش أكثر من 20 عاماً، رمزاً لسقوط الدوق السابق وتدهور مكانته داخل العائلة المالكة. ورغم أنه فقد ألقابه ومكانته الرسمية وامتيازاته، إلا أن انتقاله إلى ساندرينغهام لن يعني تدهور مستوى معيشته، إلا أنه يبقى شكلاً من أشكال الإقصاء يهدف إلى إبعاده عن الواجهة، خصوصاً بعد سنوات من الفضائح المرتبطة بإبستين.

ويواصل أندرو، 65 عاماً، نفي اتهامات السلوك غير اللائق، وبينها اتهامات فيرجينيا روبرتس جوفري التي قالت إنها أقامت علاقة معه عندما كانت في الـ17.

ويُعد قرار الملك تشارلز، وفق مراقبين، من أكبر الخطوات التي اتخذها منذ توليه العرش، في محاولة لحماية العائلة المالكة من أي تبعات إضافية لقضية إبستين، الذي انتحر في سجن أميركي عام 2019 بينما كان ينتظر المحاكمة بتهم الاتجار بالبشر لأغراض جنسية، وذلك بعد أكثر من عقد على إدانته الأولى.

ورغم حسم قرار الإخلاء، إلا أن الرحيل لن يكون فورياً. فقد أُبلغ أندرو بأن عقد إقامته الذي وُقّع عام 2003 لمدة 75 عاماً مع "كراون إستيت" يقترب من نهايته.

واستثمر الأمير المعزول 7.5 ملايين جنيه إسترليني، نحو 9.9 ملايين دولار، لترميم المنزل، ويقيم فيه مقابل مبلغ رمزي سنوي لا يتجاوز "حبة فلفل" من الناحية القانونية. عملية الانتقال ستكون طويلة وشاقة، إذ يحتاج الأمير وفرقه إلى فرز ممتلكاته، واختيار ما سينقله أو يتبرع به أو يتخلص منه.

وتتضمن الترتيبات أيضاً الفصل في الممتلكات المشتركة مع زوجته السابقة سارة فيرغسون، التي تعيش معه في "رويال لودج" منذ عام 2008، لكنها لن ترافقه إلى ساندرينغهام ولن يتكفل الملك بنفقات انتقالها.

ومع اقتراب موسم عيد الميلاد، من المرجح أن تخدم فترة الانتقال الطويلة العائلة المالكة التي ترغب في إبعاد أندرو عن الفعاليات العائلية. ويحرص الملك وولي العهد الأمير وليام على عدم وجود أندرو بالقرب منهما خلال احتفالات عيد الميلاد في ساندرينغهام، حيث يتوجه أفراد العائلة الملكية إلى كنيسة سانت ماري ماجدالين قبل حضور مأدبة العيد الفاخرة في ساندرينغهام هاوس الذي يضم نحو 100 غرفة.

ساندرينغهام ليست إقامة ملكية رسمية مملوكة للدولة، بل ملكية خاصة للملوك منذ 1862، وهو ما يأمل تشارلز أن يساهم في تخفيف غضب الرأي العام. وسيقوم الملك بتمويل انتقال شقيقه وتخصيص مخصّص سنوي له من موارده الخاصة، ما يعني أن دافع الضرائب البريطاني لن يتحمل التكلفة.

وتزداد التكهنات حول المسكن الجديد لأندرو وأن يكون واحدا من بين هذه القصور:

وبين هذه الخيارات، قد يضطر أندرو إلى حياة أكثر تواضعاً بكثير، وإن بقيت مرفّهة، لكن السؤال الأبرز: هل يكفي هذا النفي الداخلي لتهدئة الغضب العام المحيط باسمه؟