لوان يوساي.. "موصل طرود" يحلم بـ"ذهب الماراثون"

في أبريل 2021 ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بصور لأحد المشاركين في نصف ماراثون بكين، والسبب هو انهياره بعد وصوله إلى نقطة النهاية وحلوله خامسا، إذ نال منه التعب للدرجة التي لم يستطع معها الوقوف على المنصة مع الفائزين.

لكن هذه السخرية سرعان ما تحولت إلى إعجاب شديد، فيما بات الرجل الذي يدعى لوان يوسواي مصدر فخر للكثيرين، لا لشيء سوى لكونه اقتحم ذلك الماراثون من بوابة "الهواة"، إذ لم يكن في الأصل سوى ساعي بريد يمضي 12 ساعة يوميا في سباق مع الزمن لتوصيل الطلبات في موعدها، بحسب صحيفة "ذا بيبر" الصينية.

وقطع لوان يوسواي (35 عاما) وقتها نصف الماراثون في زمن وقدره (ساعة و10 دقائق و31 ثانية)، وهو رقم قد لا يبدو مثاليا لعداء محترف، لكنه منحه بالمقابل لقب أسرع "ساعي بريد" في بلاد الصين.

ولاحقا في 2022 احتفظ باللقب ذاته، لكن هذه المرة في ماراثون بكين الرئيسي، إذ حل في المركز الـ14، وقطعه في ساعتين و34 دقيقة.

لحظة تاريخية مع المجد الأولمبي

الآن، وبعد مرور نحو أكثر من 3 أعوام، يجد لوان يوسواي نفسه على موعد مع المجد الأولمبي، إذ سيشارك في الماراثون الجماعي بعمر 39 عاما ضمن أولمبياد باريس 2024.

وسيطارد لوان يوسواي حلمه في الفوز بالماراثون الأولمبي، وسينافس نحو 20 ألفا و24 متسابقا أخرين في هذا الماراثون.

يذكر أن الماراثون الجماعي العام سيتم تنظيمه للمرة الأولى في الأولمبياد، في خطوة تهدف عبرها اللجنة الأولمبية الدولية لإتاحة الفرصة أمام الهواة لقطع نفس المسار والمرور بنفس تجربة الرياضيين المحترفين.

لكن على المتسابقين الراغبين في المشاركة إقناع المنظمين بأنهم على مستوى المنافسة من خلال تحقيق نقاط محددة للياقة البدنية.

إلهام الأرانب

بالعودة إلى ما قبل وظيفة توصيل الطرود، تلقى لوان يوسواي دفعة قوية من هواية غريبة في أيام الصبا، إذ كان يمارس صيد الأرانب مع الأصدقاء في الجبال.

وينحدر لوان يوسواي من قرية جبلية صغيرة في مقاطعة جيلين بشمال الصين.

أما رحلة لوان يوسواي مع الماراثون فبدأت عام 2017، عندما تلقى مكالمة هاتفية من رئيسه في العمل خلال قيامه بتسليم الطرود، إذ دعاه للمشاركة في ماراثون بكين.

وقال لوان في تصريحات: "شركتنا، جيه دي لوجستيكس، كانت تقدم خدمات لماراثون بكين وحصلت على حصة من مقاعد المشاركة.. أعتقد أنني كنت سريعا للغاية دائما في عملي".

تدريبات مجانية من العمل

عن شكل تدريباته، قال لوان: "وظيفتنا العادية تتمثل في تجهيز الطرود وفصلها وفحصها وكذلك حملها للناس في طوابق عليا وسفلى، وهذا يمثل تدريبا بدنيا رائعا".

وأضاف: "بعد الانتهاء من العمل، كنت أذهب أيضا للركض، وحتى لو تحسن وقتي لثانيتين فقط، أشعر بسعادة بالغة، وأرى أنني تحسنت مجددا"