رياضة
.
بعدما سلم الاتحاد الإنكليزي مانشستر سيتي درع البريمييرليغ في 21 مايو الماضي، قبل أيام من ختام الدوري، وتحول السيتي للتركيز على الأبطال، وبقية الفرق على مصائرها المتباينة بين النجاة من الهبوط والتمثيل الأوروبي، لم يبق إلا أمر واحد يشغل بال الاتحاد الإنكليزي للعبة، وهو الارتفاع المضطرد في حالة العنف والمشاجرات الجماعية والانتهاكات المستمرة من الجماهير لقواعد السلوك.
وبدا أن الاتحاد الذي يتولى سلطة الإشراف وتنظيم اللعبة في إنكلترا مقتنعا بضرورة إحداث تغيير ما، يحفظ للبطولة العريقة والكرة عامة، في المهد الذي أُخترعت فيه، ويضع حدا للظواهر السلبية.
أحصت التايمز البريطانية 13 حالة مشاجرة جماعية في الموسم الماضي 2022 ـ 2023، بين لاعبي الفرق الـ20 في الدوري الإنكليزي الممتاز. ويعتبر هذا رقما قياسيا، خصوصا في ظل مقارنته بسجل البطولة في نفس السلوك في الموسم الذي قبله (2021 ـ 2022)، والذي بلغ (صفر) حالات، بحسب التايمز.
لو سألت أي متابع للبطولة عن تقييمه لحكام البريمييرليغ في الموسم الماضي، فلن يتردد في الحديث عن أخطائهم، خصوصا غرفة الفار، التي لا يزال جماهير أرسنال يحملونها جزء من مسؤولية ضياع الحلم التاريخي بالتتويج باللقب.
وربما كان اللاعبون داخل الملعب أيضا من الناقمين على الحكام، إذ انعكس ذلك على سلوكهم تجاههم، إذ بلغت حالات تجمهر اللاعبين حول الحكم من أجل الاحتجاج على قراراته 17 حالات، أضطر معها لإخراج بطاقات ملونة. وبالمقابل، كانت عدد الحالات في موسم (2021 ـ 2022) 6 حالات فقط.
أمر آخر يتعلق بالسلوك في الملعب، سجلت فيه تجاوزات قياسية الموسم الماضي، وهو سوء السلوك في المنطقة الفنية من قبل الطاقم التدريبي ودكة البدلاء. وسجل البريمييرليغ الموسم الماضي 11 حالة خروج عن السلوك في المنطقة الفنية، مقابل حالة واحد سجلت في الموسم قبل الماضي.
وكانت من أبرز أحداث المنطقة الفنية في الموسم الماضي، احتجاجات مدرب ليفربول يورغن كلوب على الحكم بول تيرني، قبل أن ينتقل الخلاف إلى غرفة تبديل الملابس، ثم إلى تصريحات كلوب ضد الحكم الذي وصفه بـ"المتحيز ضد ليفربول"، وبعدها تم إيقاف المدرب الألماني لمباراتين.
في ظل ترقب الملايين انطلاق النسخة الجديدة من الدوري الإنكليزي 2023 ـ 2024، والذي تجرى فرقه حاليا معسكراتها الصيفية قبل ضربة البداية في الدوري، استبقت السلطات القائمة على أمر الكرة في إنكلترا ذلك، بإطلاق فوانين انضباطية جديدة، تهدف لتحسين صورة مسابقات كرة القدم، وسلوك اللاعبين والمدربين والمشجعين، على أن تسرى على جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.
وبحسب الموقع الرسمي للاتحاد الإنكليزي فإن القوانين الجديدة، ستعزز من سلطات حكام المباريات للجم السلوك غير المقبول، في وقت طالب فيه الاتحاد قادة الفرق بـ "تحمل المسؤولية عن زملائهم في الفريق"، وزرع ثقافة احترام الحكام في الملعب.
وبحسب القوانين الجديدة، فإن الحكام سيكونون مطالبين بإخراج المزيد من البطاقات الملونة خلال المباريات، إذ ستسمح لهم بإنذار لاعب واحد على الأقل في بداية كل تجمهر احتجاجي على قرارتهم، وسيكون المستهدف هو أول لاعب يبدأ الاحتجاج.
ووفي الوجه الآخر لهذا التعديل، يتوقع أن يشكل أزمة للمدربين، اللذين سيكونون أمام عدد من الإيقافات، على الأرجح، في الموسم، إذ وفقا لإثارة وتنافسية البطولة يبدو من الصعب التحكم في الضغط الذي يمارس على اللاعبين، ما يجعل بالتالي المدربين تحت ضغوط مستمرة لتعويض الغائبين ببدلاء.
توقعات ببطاقات ملونة كثيفة في الموسم المقبل بالبريمييرليغ. (أ ب)
ركزت القواعد الجديدة بشكل خاص على سلوك الجماهير، وذلك من أجل القضاء على الظواهر السالبة التي حدثت في الموسم الماضي.
وبحسب التايمز، منع الاتحاد الإنكليزي في يونيو الماضي مشجعا من حضور المباريات لمدة 4 أعوام، وذلك على خلفية ارتدائه قميص مانشستر يونايتد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي ضد مانشستر سيتي وحمل القميص إشارة مسيئة لكارثة هيلسبره، التي راح ضحيتها 97 مشجعا في تدافع حدث عام 1989.
كما منع أيضا، أحد مشجعي توتنهام هوتسبير من حضور المباريات لمدة ثلاث سنوات بعد قيامه بإيماءات تسخر من مأساة هيلسبره في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز بين ليفربول وتوتنهام في أبريل الماضي.
أما العقوبة الجديدة بداية من الموسم المقبل، ستكون الحظر بصورة نهائية عن دخول الملاعب، مع تقديم المشجع المتورط إلى محاكمة جنائية.
وطالب الاتحاد الإنكليزي في فيديو ترويجي للإجراءات الجديدة على حسابه على تويتر المشجعين واللاعبين البدلاء والمدربين، ترك ما يحدث في الملعب للاعبين فقط، وعدم إشعال الأجواء بالاحتجاجات.
شملت القوانين الجديدة أيضا، قواعد خاصة المنطقة الفنية، وذلك بزيادة العقوبات المالية للمخالفين وكثيري اثارة الشغب من مديري الكرة والمدربين وغيرهم من أفراد الطاقم الفني.
وسيكون مسموحا فقط أثناء المباراة بوقوف شخص واحد في المنطقة الفنية، على أن يكون في مقدمة المنطقة الفنية، بينما يمكن لشخص آخر أن يقف هو الآخر لكن "يجب أن يظل قريبا من منطقة الجلوس الفنية".
ولا يستطيع أحد من المنطقة الفنية "دخول للملعب لمواجهة أي حكام مباراة بين الشوطين أو بعد انتهاء زمن اللقاء".
• بقدر الإحراج الذي سببته أندية الدوري الإنكليزي الممتاز والأندية الأخرى في التشامبيون شيب ودوري الدرجة الأولى للاتحاد الإنكليزي، والمتمثل في هز صورة المسابقات بسوء السلوك، كبد الاتحاد تلك الأندية خسائر مالية بفعل الغرامات التي فرضها عليها.
جماهير إيفرتون تسببت في الكثير من المتاعب لناديها. (ا ب)
• بحسب ذي أثلتيك بلغت الغرامات التي فرضها الاتحاد الإنكليزي للعبة 2.8 مليون إسترليني في موسم 2022 ـ 2023، تم توقيعها بسبب سوء سلوك منتسبي الأندية (مدربين ولاعبين وطاقم وجماهير).
• من جملة 20 ناديا في البريمييرليغ تمت معاقبة 15 ناديا لسوء التصرف والسلوك، وكان إيفرتون صاحب أعلى غرامة مالية بـ 415 ألف إسترليني، تلاه مانشستر سيتي بـ 355 ألف إسترليني، ثم مانشستر يونايتد بـ252 ألف إسترليني، فيما كانت أندية كل من (ليستر سيتي، نيوكاسل، برينتفورد، ساوثهامبتون وبورنموث الوحيدة التي لم تغرم ماليا.
• بلغت إجمالي غرامات أندية البريمييرليغ 1.8 مليون إسترليني، و298.2 ألف إسترليني لأندية التشامبيونشيب، 282 ألف إسترليني للأندية المشاركة في كأس الاتحاد، و147 ألف للأندية المشاركة في دوري الأولى.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة