بعد "الغولف والملاكمة".. هل تتجه السعودية إلى التنس؟

ربما يمكن وصف 2023 عام السعودية الرياضي، كانت البداية بكرة القدم، بعدما تعاقد النصر مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، قبل أن يكتسح الدوري السعودي ميركاتو الصيف، بجلبه كبار النجوم، وإنفاقه 925 مليون دولار، كثاني أكثر الدوريات إنفاقا بعد الدوري الإنكليزي.

ولم يتوقف الأمر في الكرة، إذ شهد يوليو 2023، بمبادرة سعودية، اتفاقا تاريخيا باندماج أكبر بطولتين للغولف، وهي جولة بطولات لاعبي الغولف المحترفين (بي جي إيه)، والجولة الأوروبية (دي بي)، مع البطولة الوليدة سلسلة دوري (ليف) للغولف التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتشكيل كيان تجاري لتوحيد هذه البطولات جميعا، يعمل على تطويرها، وتحقيق المزيد من النجاحات للغولف، بتنظيم سعودي.

وفي إطار الدمج والتأثير، أُعلن في سبتمبر الماضي توحيد أوزان الملاكمة، وذلك بنزال تاريخي يقام في السعودية بين بطل المجلس العالمي البريطاني تايسون فيوري، وبطل الرابطة العالمية والمنظمة العالمية والاتحاد الدولي والمنظمة الدولية للملاكمة الأوكراني أولكسندر أوسيك.

وكان من المقرر أن يقام النزال الأسبوع المقبل، ويتوج الفائز فيه بلقب بطل العالم لملاكمة الوزن الثقيل بلا منازع، لكنه تأجل بسبب إصابة فيوري.

هذا غير فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034، واستضافتها لعدد من الأحداث المهمة أبرزها الفورمولا1، وبطولتي السوبر الإسباني والإيطالي.

بعد نجاحاتها وتأثيرها في الرياضات الأخرى، طرقت السعودية باب لعبة التنس منذ نهاية العام الماضي، إذ فازت في أغسطس الماضي بتنظيم نهائيات الجيل القادم في التنس في الفترة من 2023 وحتى 2027.

ولاحقا، في منتصف شهر يناير الماضي، عينت الإسباني رافاييل نادال سفيرا للاتحاد السعودي للتنس، إلى جانب منحه رخصة تأسيس أكاديمية.

وأخيرا أعلنت عن استضافتها بطولة "الملوك الـ6" للتنس في أكتوبر الماضي، مع منح الفائز جائزة مالية ضخمة قيمتها 6 ملايين دولار، بحسب موقع سبورت بيزنس.

لكن ليست هذه هي الأحداث الوحيدة، إذ أكد الموقع ذاته، أن المملكة باتت قريبة للغاية من استضافة البطولة الختامية لتنس السيدات، هذا العام، بعد انتقادات اللاعبات للإمكانات التنظيمية في مدينة كانكون المكسيكية التي استضافت النسخة الماضية.

وبحسب موقع ذا أثلتيك، فإن الاتحاد الدولي للتنس، بدأ بالفعل في البحث عن مكان لإقامة بطولتي كأس ديفز لمنتخبات التنس الرجالية، وبطولة كأس بيلي جين كينغ لمنتخبات السيدات، ورجح أن يجري تنظيمهما في السعودية أيضا.

يتمتع التنس بجماهيرية عالمية، لكنه حتى العام الماضي بدا قليل الحضور في الاستراتيجية الرياضية السعودية الشاملة، التي تأتي في إطار انفتاح المملكة، وتنفيذ رؤية 2030.

وبدخولها عالم التنس واستضافة كبريات البطولات فيه، ستعزز المملكة من مكانتها الرياضية عالميا، لتنعكس عليها إيجابا.

وفي هذا السياق، جنت السعودية في نهاية العام الماضي ثمارا من الانفتاح الرياضي، إذ حسمت بسهولة الفوز بتنظيم كأس العالم 2034 منفردة، وذلك رغم تضخم المونديال الذي بات يشارك فيه 48 منتخبا بدلا من 32، إذ ستكون أول دولة تستضيفه بشكله الجديد.

وتقام النسخة المقبلة 2026 في أميركا وكندا والمكسيك، ونسخة 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، مع احتضان أوروغواي والأرجنتين وباراغواي أول 3 مباريات فيه.

من جهة أخرى، يمكن أن يُؤمّن التنس فرصة جيدة للمملكة في تحقيق هدفها السياحي الذي أعلنه وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، مؤخرا.

وقال الخطيب، إن المملكة بعد جذبها 27 مليون سائح من الخارج في 2023، باتت تخطط الآن لمضاعفة هذا العدد في 2024، ليبدو التنس فرصة مواتية لجذب عشاقه من حول العالم.