تجربة جديدة في ووهان.. 500 تاكسي بلا سائق

في مدينة ووهان، يرى بعض السكان أن السيارات ذاتية القيادة تمثل تجربة سحرية تشبه أفلام الخيال العلمي. يصف أحد السكان، يدعى يانغ، تجربته بأنها "سحرية إلى حد ما"، معبراً عن إعجابه بالمشهد الجديد.

لكن في المقابل، لا يشاركه الجميع هذا الحماس، حيث تجددت المخاوف بشأن أمان هذه التكنولوجيا بعد وقوع حوادث مثيرة للقلق.

ففي أبريل الماضي، تعرضت سيارة ذاتية القيادة من شركة "هواوي" لحادث مميت في أحد شوارع الصين، بسبب عدم تفعيل نظام الفرملة الآلي، وبالإضافة إلى ذلك، زاد حادث صدم من مخاوف بعض السكان بشأن سلامة الركاب والمشاة في ووهان، في شهر يوليو الماضي.

مع تزايد استخدام سيارات الأجرة ذاتية القيادة، بدأت الأسعار تنخفض بشكل كبير، مما أثر سلبا على سائقي سيارات الأجرة التقليدية.

في ووهان، حيث يشغل أسطول "بايدو" مساحات شاسعة تتجاوز 3 آلاف كيلومتر مربع، يعبّر سائقو سيارات الأجرة التقليدية عن قلقهم من أن هذه التكنولوجيا قد تقضي على مصادر رزقهم.

أسعار الأجرة المخفّضة التي تقدمها السيارات ذاتية القيادة تهدد بزيادة المنافسة، مما يضع سائقين، مثل دينغ هايبينغ، في وضع صعب، إذ يخشى هايبينغ من أن شركات "الروبوت تاكسي" قد ترفع الأسعار لاحقاً بعد القضاء على المنافسة، بجانب تهديده، وزملائه، بالبطالة.

رحلة لوكالة فرانس برس استغرقت 30 دقيقة كلّفت 39 يوانا فحسب، نحو 5 دولارات، في حين كادت التكلفة أن تكون الضعف بحال سيارة أجرة كانت عادية.

في هذا الإطار، تعمل شركة "بايدو"، ومنافستها الصينية "بوني. إيه آي"، منذ سنوات على اختبار نماذج عدة بمستويات مختلفة من الاستقلالية، غالبا في المناطق الصناعية، الأقل ازدحاما من مراكز المدن.

رغم التقدم الكبير في تكنولوجيا القيادة الذاتية، لا تزال هناك تحديات تواجه انتشارها على نطاق واسع، ففي الوقت الراهن، تبقى السيارات ذاتية القيادة تحت المراقبة عن بعد من قبل موظفين بشريين لضمان السلامة.

من هنا، لاحظت بعض الشركات وعدد من المحللين أن التكنولوجيا لا تزال غير جاهزة بعد للتوسع الكامل، إذ يوضح المحلل من شركة "تريفيوم تشاينا"، توم نونليست، أن "الطريق طويل" قبل أن تصبح هذه المركبات شائعة بشكل كامل.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للسيارات ذاتية القيادة في الوقت الحالي تلبية احتياجات الركاب الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة أو من يحملون أمتعة كبيرة، مما يبرز الحاجة إلى وجود العنصر البشري في بعض جوانب الخدمة.

وقال سائق نقل الركاب تشاو إن "بعض الزبائن يعانون إعاقات ولا يمكن لهذه السيارات ذاتية القيادة مساعدتهم. ناهيك بالركاب الذين يحملون أغراضاً كبيرة الحجم". يضيف "وحده إنسان يستطيع أن يمد لهم يد العون".