ما هي BlueSky التي ترحب بالهاربين من إكس؟

في ظل التغيرات المستمرة التي طرأت على منصة إكس منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر عام 2022، تزايدت أعداد المستخدمين الباحثين عن تجربة جديدة في عالم التواصل الاجتماعي. Bluesky، منصة الوسائط الاجتماعية الناشئة التي انطلقت يوما ما كفكرة داخل تويتر، أصبحت الآن ملاذا لأولئك الذين يبحثون عن بيئة تواصل مختلفة.

ما هي منصة Bluesky؟

ظهرت Bluesky كمشروع لجاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، وعلى الرغم من بداياتها كمنصة قائمة على نظام الدعوات فقط، أصبحت متاحة للجميع منذ فبراير 2024.

تتشابه تجربة Bluesky مع إكس، حيث توفر موجزا زمنيا للمحتوى ومنشورات جديدة، إلى جانب ذلك تتميز المنصة بخدمات مثل الرسائل المباشرة، تثبيت المنشورات، بجانب ترشيحات لحسابات ومحتوى قد يكون مثيرا للاهتمام.

لماذا تحقق Bluesky نموا سريعا؟

بلغ عدد مستخدمي Bluesky في نوفمبر 2024 حوالي 19 مليون مستخدم، مقارنة بـ13 مليونا في نهاية أكتوبر. ويأتي هذا النمو جزئيا كرد فعل من مستخدمي "إكس" الذين يبحثون عن منصة بديلة تعبر عن آرائهم دون التحديات التي يواجهونها في إكس.

تشير الأرقام إلى أن منصة Bluesky شهدت ارتفاعا حادا في عدد المستخدمين في مناسبات عديدة، مثل حظر "إكس" في البرازيل، مما جذب حوالي 2.6 مليون مستخدم جديد في أسبوع واحد داخل البرازيل، كما انضم نصف مليون مستخدم في يوم واحد خلال أكتوبر بعد إعلان "إكس" عن تغييرات تخص الحسابات المحظورة.

ويستقطب Bluesky أيضا شخصيات بارزة، من صحافيين وسياسيين إلى مشاهير، الذين يشاركون المحتوى في منصة خالية من الإعلانات وخطاب الكراهية. يرى العديد من المستخدمين أن تجربة Bluesky تُعيدهم إلى الأيام الأولى لتويتر، حيث كان التواصل أكثر بساطة وودية.

طموحات تتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي

لا تهدف Bluesky أن تكون مجرد بديل لإكس، وإنما تسعى إلى إحداث ثورة في طريقة تفاعل الشبكات الاجتماعية من خلال ما يُعرف بـ "بروتوكول المحادثة العامة"، حسب ما تعّف عن نفسها.

يهدف هذا البروتوكول إلى تحقيق التشغيل البيني بين المنصات الاجتماعية المختلفة، بحيث يتمكن المستخدمون من التفاعل عبر شبكات متعددة، مثل البريد الإلكتروني والمدونات، بنفس السلاسة التي يتم بها إرسال الرسائل أو إجراء المكالمات الهاتفية.

حاليا، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي الكبرى على "استراتيجيات العزل"، حيث يبقى المستخدمون محصورين ضمن المنصة نفسها للتفاعل، لكن Bluesky تسعى لتغيير ذلك، مما قد يؤدي إلى خلق تجربة أكثر تكاملاً بين المستخدمين، بعيدًا عن النماذج الإعلانية التقليدية التي تسيطر عليها كبرى الشركات التقنية.

وفي حين أن "إكس" لا تزال تتفاخر بشعبيتها الكاسحة خلال الأحداث الكبرى مثل الانتخابات الأميركية، يبدو أن Bluesky تبني قاعدة متينة لجذب المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة أكثر حرية وأصالة. ومع طموحاتها لتغيير بنية الشبكات الاجتماعية ككل، قد تكون Bluesky بداية حقبة جديدة من التفاعل الرقمي.