تكنولوجيا

92 ساعة عمل في الأسبوع.. الوجه القاسي لحلم التريليون دولار

نشر
blinx
في مدينة الضباب، حيث تجتمع الطموحات التكنولوجية مع قصص البحث عن المجد، تحولت سان فرانسيسكو إلى نقطة جذب استثنائية لجيل جديد من مؤسسي شركات الذكاء الاصطناعي.
هؤلاء الشباب، معظمهم في العشرينات، تركوا خلفهم حياة الدراسة التقليدية وأحلام الترفيه والراحة ليعيشوا حياة قوامها العمل المتواصل، القليل من النوم، ولا مكان فيها للمتعة التقليدية. بالنسبة لهم، بناء شركة قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار أهم بكثير من أي حفلة أو عطلة، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

التعليم على الهامش.. والشركة أولًا

لم يكمل كثير من هؤلاء المؤسسين تعليمهم الجامعي، على غرار إيميلي يوان التي تركت جامعة ستانفورد في سنتها الثالثة لتؤسس شركة Corgi في مجال البنية التحتية المالية للذكاء الاصطناعي، قائلة إنّها تعلمت من العمل أكثر مما تعلمته في القاعات الدراسية.
أما أموغ تشاتورفيدي، 20 عامًا، فقد انسحب من ستانفورد بعد سنته الأولى ليبدأ شركته الخاصة Human Behavior مع زملاء له. ويبدو أن هذه الظاهرة صارت شائعة لدرجة أن بعضهم يقول إنّ "كل أصدقائي تركوا الجامعة ليصبحوا مؤسسين".

حياة بلا توازن.. العمل هو كل شيء

لا يعترف مؤسسو هذه الشركات عن مفهوم "التوازن بين العمل والحياة" الذي يشغل جيلًا آخر، بل يسخرون منه.
على حسابه بمنصة لينكدإن، كتب مارتي كاوساس، مؤسس Pylon للبرمجيات، أنه يعمل 92 ساعة أسبوعيًا متواصلة، ويتناول وجبات جاهزة معدة خصيصًا لتوفير الوقت.
من جهته، يقدم نيكو لاكوا لزملائه الجدد هدية غير مألوفة وهي مرتبة للنوم في المكتب، كأنها إعلان واضح أن حياتهم الجديدة ستكون بين شاشات الكمبيوتر أكثر منها بين الأصدقاء.
حتى لحظات الترفيه، مثل ركوب الدراجة أو الذهاب إلى حمام بخاري، تتحول إلى اجتماعات غير رسمية للحديث عن التمويل والجولات الاستثمارية.

مجتمع بديل.. حيث العمل هو الترفيه

في عالم هؤلاء، لا وجود لحفلات ساهرة أو مطاعم فاخرة لأن معظم اللقاءات الاجتماعية تدور في بيوت مشتركة مثل AGI House، حيث ينظم المؤسسون جلسات قراءة مكثفة لكتب تقنية وفكرية.
حتى أرلان رخمتجانوف، القادم من كازاخستان بعمر 18 عامًا، يحمل حاسوبه المحمول معه في كل مكان، ويصلح الأعطال البرمجية أثناء المشي أو خلال العشاء. بالنسبة له ولأقرانه، العمل نفسه هو الترفيه.
بين أحلام الثراء السريع واندفاع الشباب، يعيش هؤلاء المؤسسون حياة أقرب إلى الزهد الحديث بنوم قليل، طعام سريع، ولا مكان للهروب من الضغط سوى في عالم الشركات الناشئة.
سان فرانسيسكو، التي طالما كانت رمزًا لروح الابتكار، تتحول اليوم إلى مختبر مفتوح لجيل يراهن على أن الذكاء الاصطناعي سيصنع أغنى قصص النجاح في القرن الحادي والعشرين حتى إن كان ذلك على حساب شبابهم.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة