منصّة تيك توك.. أمن أميركي ونفوذ صيني في صفقة واحدة
تقترب واشنطن وبكين من إبرام اتفاق تاريخي بشأن مستقبل منصة "تيك توك" في الولايات المتحدة، في خطوة قد تعيد رسم حدود السيطرة بين أكبر اقتصادين في العالم على واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرًا. الاتفاق، الذي يجري التفاوض عليه منذ أشهر، يهدف إلى تجنب حظر التطبيق في أميركا بعد أن أقرّ الكونغرس قانونًا عام 2024 يُلزم ببيع الأصول الأميركية لـ"تيك توك" أو إغلاقه بحلول يناير 2025. ويأتي هذا التطور بالتوازي مع زيارة نادرة لوفد من الكونغرس الأميركي إلى الصين، سعيًا إلى "كسر الجمود" وتعزيز الاستقرار في العلاقات الثنائية.
قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الاتفاق ينصّ على أن يشغل الأميركيون ٦ مقاعد من أصل ٧ في مجلس إدارة عمليات "تيك توك" بالولايات المتحدة، فيما تختار شركة "بايت دانس" الصينية العضو الـ٧.
وتشمل الصفقة اشتراط تخزين جميع بيانات المستخدمين الأميركيين على بنية تحتية للحوسبة السحابية داخل الولايات المتحدة تديرها شركة "أوراكل" الأميركية.
ترامب يسعى لتجنب الحظر وتمديد المهلة
يسعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى منع حظر التطبيق الذي يضم 170 مليون مستخدم أميركي، بعدما أقر الكونغرس القانون في 2024.
ووفقًا للمسؤول الأميركي، سيمدّد ترامب وقف تنفيذ القانون لمدة 120 يومًا إضافيًا، ما يعني أن الموعد النهائي الجديد لإتمام الاتفاق سيكون في أبريل المقبل.
ترامب قال إنه أحرز تقدمًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مكالمة هاتفية الجمعة، وإنهما سيلتقيان وجهًا لوجه بعد ٦ أسابيع.
خوارزمية تيك توك خارج سيطرة بايت دانس
بحسب المسؤول الكبير في البيت الأبيض، ستتم إعادة برمجة وتشغيل خوارزمية توصية المحتوى في "تيك توك" داخل الولايات المتحدة بعيدًا عن سيطرة "بايت دانس".
وستُخضع الخوارزمية للمراجعة والتحليل تحت إشراف أميركي وباستخدام بيانات أميركية لن تُشارك خارج البلاد.
ويؤكد المسؤول أن المستخدمين الأميركيين سيتمكنون من التفاعل مع المحتوى العالمي على المنصة.
حصة أقل من 20% لبايت دانس
أوضح المسؤول أنّ "بايت دانس" ستملك أقلّ من 20% من أسهم المشروع المشترك الذي يسيطر على عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة.
تحرك برلماني أميركي نحو الصين
في موازاة ذلك، وصل وفد من مجلس النواب الأميركي إلى بكين في زيارة هي الأولى منذ عام 2019 لدعم استقرار العلاقات الثنائية.
وضمّ الوفد نوابًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بينهم النائب الديمقراطي آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة السابق في المجلس.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إن زيارة "كسر الجمود" من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية، فيما شدد أعضاء الوفد على ضرورة تكرار مثل هذه الزيارات وعدم ترك فترات طويلة بينها.
جاءت الزيارة بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وشي جين بينغ، ضمن جهود لإيجاد مسار لإنهاء التوترات المتفاقمة بسبب الخلافات التجارية، قيود أشباه الموصلات، ملكية "تيك توك"، الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، ومسائل تايوان. وتعدّ تايوان القضية الأكثر حساسية في العلاقات الأميركية-الصينية، إذ تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.