الأوروبيون بخلاء.. والأميركيون يبذرون أموالهم

خلال الجائحة، ارتفعت المدخرات على جانبي الأطلسي حيث حد إغلاق المحلات والمتاجر من إنفاق المستهلكين.

ومع ذلك، كشفت الأرقام عن تباين صارخ:

• بلغ معدل إدخار الأسر في منطقة اليورو 15.7٪ في الربع الثاني من عام 2024.
• أعلى من متوسط ​​ما قبل الجائحة 12.3٪

في المقابل:

• بلغ معدل الإدخار الشخصي في الولايات المتحدة 5.2٪ خلال نفس الفترة.
• أقل من متوسط ​​ما قبل الجائحة البالغ 6.1٪.

ودفع هذا التفاوت الاقتصاد الأميركي إلى التفوق على أوروبا، وفقا لـEurostat.

ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.6% في عام 2024، مدفوعا بالإنفاق الأسري القوي، مقارنة بنمو بنسبة 0.7% فقط في منطقة اليورو و1.1% في المملكة المتحدة.

ووفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، أنفق جيل إكس (مواليد 1965-1980) أكبر قدر من المال عام 2022 بمتوسط ​​إنفاق سنوي قدره 91 ألف دولار.

وكانت فئات الإنفاق الأعلى للجيل:

1. السكن.
2. المواصلات.
3. الطعام.

في الوقت نفسه، كان الجيل Z هو الأقل إنفاقا بمتوسط ​​سنوي يقارب 48 ألف دولار.

في أوروبا، استمر انعدام الأمن الاقتصادي منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مما أدى إلى مزيد من الحذر في الإنفاق.

وتواجه الأسر الأوروبية، وخاصة في ألمانيا، ارتفاع أسعار الرهن العقاري والمخاوف المستمرة بشأن إمدادات الطاقة، الأمر الذي زاد من الحاجة إلى الادخار.

في المقابل، ساهمت عدة عوامل في رغبة المستهلكين الأميركيين في الإنفاق.

عززت سوق الأسهم القوية وأسعار العقارات المرتفعة ثروات الأسر، مما سمح للأميركيين بالحفاظ على معدلات إدخار أقل. كما أن العديد من أصحاب المساكن الأميركيين مقيدون بقروض عقارية طويلة الأجل ذات أسعار فائدة ثابتة، مما يعزلهم عن ارتفاع أسعار الفائدة.

والأسر الأميركية "شعرت براحة أكبر في الحفاظ على مدخرات منخفضة نسبيا" بسبب الميزانيات العمومية الأقوى وسوق العمل القوية، بحسب ناثان شيتس، كبير خبراء الاقتصاد في سيتي غروب. وفي سبتمبر، أضاف الاقتصاد الأميركي 254 ألف وظيفة، وهو ما يتجاوز التوقعات.

تواجه الأسر الأوروبية تعافيا اقتصاديا أبطأ. فقد انكمش اقتصاد ألمانيا في الربع الأخير، ولم يترجم نمو الأجور بعد إلى "ثقة" أو إنفاق أعلى للمستهلكين.

وأشار المحللون أيضا إلى أن الأسر الأوروبية تستثمر أكثر في الإسكان، مما يساهم في ارتفاع أرقام الادخار ولكن يحد من الدخل المتاح. ومع بقاء التوقعات العالمية غير مؤكدة، يواصل المستهلكون الأوروبيون إعطاء الأولوية للادخار على الإنفاق.

وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تستمر معدلات الإدخار المرتفعة في أوروبا حتى عام 2025.