كيف يؤثر "الهروب" من البحر الأحمر على أسعار السلع؟

تسببت حرب غزة في صدمة بأنحاء المنطقة، وهناك قلق من توسع نطاق الصراع. وأظهرت هجمات تشنها جماعة الحوثي على سفن في البحر الأحمر بعض المخاطر، ما دفع بعض شركات الشحن للهروب من طرق أخرى.

ألبرت جان سوارت، المحلل لدى إيه بي إن أمرو، قال لرويترز، إن الشركات التي حولت مسار سفنها تسيطر مجتمعة "على نحو نصف سوق شحن الحاويات في العالم".

وأضاف أن "تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة بسبب طول وقت السفر".

وقال لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي لشركة فرونت لاين، لرويترز، إن "أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب آخذة في الارتفاع بشكل طبيعي، لكن مع إعادة توجيه السفن حول إمدادات الشحن في أفريقيا ستكون أكثر إحكاما مع سير الشحنات لفترة أطول. من شأن ذلك أن يضع الأقساط تحت ضغط تصاعدي قوي".

والشركات التي تفكر أو قررت إيقاف الشحن مؤقتا عبر البحر الأحمر، هي:

• مجموعة الشحن الفرنسية "سي.إم.إيه - سي.جي.إم"، إذ أعلنت يوم 16 ديسمبر أنها أوقفت مؤقتا جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر.
• شركة شحن الحاويات الألمانية "هاباج لويد" قالت يوم 15 ديسمبر إنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم.

• شركة "إيه.بي مولر-ميرسك" الدنماركية أعلنت يوم 15 ديسمبر أنها ستوقف جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
• شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين، المملوكة لشركة أورينتال أوفرسيز "إنترناشيونال" المحدودة ومقرها هونغ كونغ، أعلنت يوم 16 ديسمبر عدم قبول البضائع من وإلى إسرائيل حتى إشعار آخر بسبب مشكلات تشغيلية.
• شركة النفط البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم أعلنت يوم 18 ديسمبر مؤقتا، إيقاف جميع عمليات العبور لشحناتها عبر البحر الأحمر.

• شركة النفط والغاز النرويجية "إكوينور" وقالت في 18 ديسمبر إنها أعادت توجيه "بضع سفن" تحمل النفط الخام والغاز البترولي المسال بعيدا عن البحر الأحمر. ورفضت الشركة الإفصاح عن عدد هذه السفن.
• شركة ناقلات النفط البلجيكية "يوروناف" قالت أيضا إنها تتجنب البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
• شركة "إيفرغرين" التايوانية، قالت يوم 18 ديسمبر إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول شحنات إسرائيلية.

دفعت مهاجمة سفن الشحن الولايات المتحدة وحلفاءها إلى بحث تشكيل تحالف من شأنه حماية طرق البحر الأحمر، وهي خطوة حذرت طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل، من أنها ستكون خطأ.

ويشير بعض المراقبين إلى أنه على الرغم من ادعاء جماعة الحوثي أنها لا تصيب سوى السفن المرتبطة بإسرائيل، فإن أهدافها تشمل السفن غير المتجهة إلى إسرائيل أو المنتسبة لها.

وقال جاك كينيدي، من غلوبال ماركت إنتليغنس: "من المحتمل أن يستخدم الحوثيون، وبالتالي داعمهم العسكري الرئيسي إيران، قدرتهم الضاربة في البحر الأحمر لممارسة مزيد من النفوذ الجيوسياسي في المنطقة إضافة إلى التأثير على حرب إسرائيل في غزة".

يقول محللون إن الآثار تشمل شحنات أبطأ بكثير وربما أسعارا أعلى للمستهلكين.

قال المحلل لدى "آي إن جي"، ريكو لومان، إن عمليات تغيير مسار السفن تضيف أسبوعا على الأقل من وقت الإبحار لسفن الحاويات. وعادة ما يستغرق شحن البضائع من شنغهاي إلى روتردام نحو 27 يوما عبر قناة السويس.

وأضاف لومان "سيؤدي ذلك على الأقل إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر مع تأثيرات غير مباشرة في يناير، وربما فبراير، إذ سيتم تأجيل الجولة التالية أيضا".

وقال ماركو فورجيوني، المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، إن الاضطرابات ستؤثر على الأرجح على المعروض من السلع الاستهلاكية قبل العام الصيني الجديد على وجه الخصوص، مع التأخير الذي يترك تجار التجزئة بمخزون غير قابل للبيع ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.

وقال تسفي شرايبر، الرئيس التنفيذي لمنصة الشحن العالمية فرايتوس، إنه في حين أن أسعار الشحن سترتفع على الأرجح في هذه الرحلات الأطول أيضا، فإن شركات النقل في الوقت الحالي تبحث عن طرق لاستخدام السعة الزائدة.

وأضاف شرايبر "من غير المرجح أن ترتفع الأسعار للمستويات التي شهدتها خلال الجائحة"، في إشارة إلى الآثار الاقتصادية لكوفيد 19 اعتبارا من عام 2020.