اجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات"، حتى للحلفاء لتدخل حيز التنفيذ في مارس ٢٠٢٥.
وبعيدا عن التأثيرات الاقتصادية، فإن الآثار السياسية لهذه الرسوم قد انعكست على الحلفاء، في أوروبا وشرق آسيا.
في هذا الصدد، تشير ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد سياسة آسيا: "حماس حلفائنا وشركائنا للعمل معنا في التحديات الأمنية والاقتصادية العالمية سيخف تدريجيًا مع مرور كل أسبوع مع إصدار تهديدات جديدة للرسوم الجمركية"، بحسب
فورين بوليسي.
وفي حالة أوكرانيا مثلا، التي رأى ترامب في إعفائها تهديدا لأمن أميركا القومي، فإنها تمثل نحو مليون طن من الحديد الخام الأوكراني (المستخدم في إنتاج الصلب) و100 ألف طن من أنابيب الصلب، وتشكل 0.3% فقط من واردات الولايات المتحدة، بحسب ستانيسلاف زينتشينكو، الرئيس التنفيذي لمركز GMK، الذي يشير في الوقت ذاته إلى أنها تشكل أكثر من نصف صادرات كييف إلى الولايات المتحدة.
وقال زينتشينكو: "إذا توقفنا عن التصدير، فسننتج صلبًا أقل، وشركاتنا في صناعة الصلب هي أكبر دافعي الضرائب لدينا، حيث دفعت أكثر من 6 مليارات دولار في آخر خمس سنوات، وبالتالي ستحتاج أوكرانيا إلى المزيد من الدعم المالي من أوروبا والولايات المتحدة".
على جانب آخر، طلبت اليابان بالفعل الحصول على إعفاء، وكوريا الجنوبية تحاول، فيما يدرس ترامب إعفاء أستراليا.
و
قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إذا بدأت الولايات المتحدة حربا تجارية فإن "الذي يضحك في الزاوية هو الصين" بينما تتورط أوروبا وأميركا في حروب تجارية مدمرة بشكل متبادل.
في جانب آخر، فإن الهند التي طالما سعت الولايات المتحدة لجذبها بعيدا عن علاقاتها مع روسيا لتوازن المواجهة مع الصين، لا سيما من خلال تحالف الكواد الذي يضم أيضا اليابان وأستراليا، لكنها أصبحت هدفا للرسوم الجمركية الجديدة، ومن المرجح أن تكون الأولى في طابور المعاناة التجارية إذا ما كشفت إدارة ترامب عن رسوم "مقابلة" أوسع.