مال وأعمال

واشنطن تُقيد وبكين تُفتّش.. و"نفيديا" تدفع الثمن

نشر
blinx
تحوّلت نفيديا، رائدة رقائق الذكاء الاصطناعي، إلى عقدة مركزية في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين: قيود أميركية تُعيد رسم قواعد البيع، وحملة جمركية صينية تُضيّق على الواردات وتلاحق التهريب، فيما تتشبّث شركات التكنولوجيا بقدرات الشركة التي تغذّي مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفق سي إن إن، تقدّم نفيديا يجعلها في صلب التوتر، بينما تكشف فايننشال تايمز عن تفتيش صارم في الموانئ الصينية واستهداف مباشر لشرائحها المخصّصة للسوق المحلية.
ماذا يحصل؟

اعرف أكثر

حملة تفتيش صينية عند الحدود

ذكرت فايننشال تايمز أنّ بكين كثّفت خلال الأسابيع الأخيرة عمليات التفتيش الجمركي في الموانئ الرئيسة على شحنات أشباه الموصلات، للتأكّد من التزام الشركات بإيقاف طلبات شرائح نفيديا المخصّصة للصين.
بدأ الاستهداف برقائق H20 وRTX Pro 6000D المصمّمتين للامتثال لضوابط التصدير الأميركية، قبل أن يتوسع إلى جميع الشرائح المتقدمة لمكافحة تهريب الشرائح عالية الأداء.
وبحسب الصحيفة، سُجّل تهريب بما لا يقل عن مليار دولار من رقائق نفيديا بين مايو وأغسطس، كما تحقّق المفتشون من أي بيانات استيراد مزوّرة سابقة، فيما تُظهر توجيهات منتصف سبتمبر من إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية لشركات كبرى مثل ByteDance وAlibaba إنهاء الطلبات والاختبارات على منتجات نفيديا، في حملة منسّقة مع الجمارك.
وتضيف فايننشال تايمز أنّ مسؤولين في بكين خلصوا إلى أنّ الرقائق المحلية باتت تضاهي عروض نفيديا المخصّصة للصين، مع سعي لمضاعفة إنتاج الشرائح المتقدمة ٣ مرات العام المقبل، بينما كانت نفيديا قد حققت 4.6 مليارات دولار من المبيعات في الصين بالربع الأوّل من سنتها المالية قبل القيود الأميركية المؤقتة، ولم تعد تحتسب السوق الصينية في نظرتها المستقبلية.

قيود أميركية ورسوم متصاعدة

توضح "سي إن إن" أنّ الولايات المتحدة سعت خلال الأعوام الأخيرة لمنع وصول الصين إلى التكنولوجيا المتقدمة لإبطاء تقدّمها في الذكاء الاصطناعي.
وفي أبريل، شدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القيود على تصدير الرقائق، بما فيها H20 من نفيديا، ما أثار غضب بكين وتقليص مشتريات الشركات الصينية.
وتنقل "سي إن إن" أنّ وزير التجارة قال في يوليو إنّ المطلوب هو بيع ما يكفي لجعل المطوّرين الصينيين "مدمنين" على البنية الأميركية، قبل أن تسمح إدارة ترامب في أغسطس باستئناف البيع للصين بموجب اتفاق مع الشركات الأميركية، يقضي بسداد نفيديا وAMD نحو 15% من إيرادات مبيعات الصين للخزانة الأميركية مقابل تراخيص تصدير، بما شمل إعادة السماح ببيعH20 .
غير أنّ الصين شدّدت من جهتها قيود الاستيراد، فيما أعلن ترامب على منصته أنّه سيفرض رسوماً بنسبة 100% اعتباراً من الأوّل من نوفمبر على خلفية قيود بكين على صادرات معادن الأرض النادرة.

نفيديا بين الطلب العالمي وسوق الصين

بحسب سي إن إن، تقف نفيديا على قمة سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي عبر شرائحها التي تشغّل مراكز بيانات عملاقة لتطبيقات مثل "شات جي بي تي"، وتقترب قيمتها السوقية من 5 تريليونات دولار.
ويُقدّر محللو D.A. Davidson أنّ نحو 25% من مبيعات وحدات المعالجة الرسومية لدى نفيديا كانت في الصين، ما يضعها في قلب الجدل حول إمكان الالتفاف على قيود التصدير.
وتضيف "سي إن إن" أنّ المدير التنفيذي جينسن هوانغ حذّر من أنّ تقييد المبيعات قد يدفع المطوّرين الصينيين إلى تطوير بدائل محلية، فيما أشارت الشركة في بيانها إلى أنّ "المنافسة وصلت فعلاً"، وأن العملاء سيختارون أفضل بنى تقنية، مؤكّدة مواصلة كسب ثقة المطوّرين.
وتَذكر "سي إن إن" أيضاً أنّ رقائق H20 يُعتقد على نطاق واسع أنّها ساعدت في تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek، وأنّ الحصول على الشرائح عبر أسواق سوداء وعبر دول وسيطة يبقى احتمالاً مطروحاً، ما يغذّي سباق الابتكار المحلي.

عقود كبرى ومنافسة محتدمة

تفيد سي إن إن بأنّ نفيديا أعلنت في سبتمبر أنّها ستستثمر ما يصل إلى 100 مليار دولار في "أوبن إيه آي" وتزوّدها برقاقات لمراكز البيانات اعتباراً من أواخر 2026، فيما أعلنت "أوبن إيه آي" هذا الأسبوع أنّها ستستخدم شرائح AMD بقدرة 6 غيغاواط لتشغيل مراكز بياناتها، بما يسلّط الضوء على سباق العقود بين نفيديا وAMD.
وتؤكّد نفيديا أنّ "العملاء سيختارون أفضل البنى التقنية للتطبيقات الأكثر شعبية"، في وقت تزداد حساسية المبيعات للصين تحت ضغط القيود الأميركية والتشدّد الجمركي الصيني.

جينسن هوانغ.. سيرة تقود سباق الرقائق

تورد "سي إن إن" أنّ جينسن هوانغ وُلد في تايوان وانتقل إلى واشنطن في سن الـ٩، وشارك عام 1993 في تأسيس نفيديا بعد تخرّجه في ولايتي أوريغون وستانفورد، وكانت الشركة آنذاك متخصّصة في الرسوميات.
وتُقدّر ثروته بنحو 167 مليار دولار وفق مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ويُنظر إليه بوصفه مهندس صعود الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة