"حرب واحدة وسلام دائم".. ترامب يكشف الحلول لـ"أزمات العالم"

وجه ترامب تحذيرا عاما إلى الشرق الأوسط في بداية شهر ديسمبر الجاري، وقال إن المنطقة ستدفع الثمن إذا لم يُطلق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة، قبل حلول 20 يناير المُقبل، وفقا لما نشرته بي بي سي.

وقال ترامب: "20 يناير 2025 هو الموعد الذي أتولى فيه بفخر منصب رئيس الولايات المتحدة، وهو الموعد النهائي لإطلاق سراح الرهائن، وإلا فسيكون هناك ثمن باهظ في الشرق الأوسط، وسيدفع ثمنه أولئك المسؤولون عن ارتكاب هذه الفظائع الإنسانية".

ترامب هدد وفقا لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل حماس دون ذكرها علانية قائلاً: "سيتعرضون لضربة أشد من تلك التي تعرض لها أي شخص آخر في تاريخ أميركا الطويل والحافل، عليكم أن تطلقوا سراح الرهائن الآن".

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقديم حركة حماس تنازلات في مفاوضات الهدنة وتبادل الرهائن، مؤكدة أن ذلك نتيجة للضغوط التي مارسها ترامب على كافة الأطراف.

وفي مقابلته مع "تايم" قال ترامب: "مشكلة الشرق الأوسط أسهل في التعامل معها مقارنة بحرب روسيا وأوكرنيا، هي أكثر تعقيدا ولكنها أسهل، وستُحل، فنحن نتحدث عن أشياء مثمرة للغاية في الشرق الأوسط، والأمور في طريقها للحل".

وأشار ترامب إلى أن نتنياهو يشعر بالثقة فيه، ويعرف أن هدفه إنهاء كل شيء، ووقف الحرب التي تسفر عن قتل الناس من الجانبين، على حد وصفه، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يقتل أي شخص بما في ذلك "الكيانات المختلفة في الشرق الأوسط".

لكن كيف يرى ترامب إمكانية حل أزمة الشرق الأوسط؟ يجيب: "أؤيد خطة السلام، التي يمكن أن تحدث بأشكال مختلفة، وليس فقط حل الدولتين، أنا مع أي حلول يمكن أن تقودنا إلى السلام الدائم".

وانتقد ترامب عدم استقرار الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن "مأساة تحدث كل 5 سنوات" بسبب عدم التوصل إلى حلول سلام دائمة، ما يجعل العمل ضروري على عدم استمرار الوضع الحالي.

وشدد الرئيس الجمهوري على أن مشكلة الشرق الأوسط ضمن أبرز أولوياته في السياسة الخارجية، وتحدث بثقة بالغة عن إنهاء كل الأزمات في المنطقة، وأبرزها الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وإحلال السلام بين الطرفين.

خلال حملته الانتخابية، قال ترامب إن الذين يقولون إنه صديق بوتين أو روسيا بشكل عام "مريضون"، مشيرا إلى أن البعض يقول إنه "عمل لصالح روسيا، وكان جاسوسا لروسيا".

ونشرت صحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية تصريحات ترامب التي نفى خلالها وجود علاقة صداقة مع بوتين، وأكد أنه يعمل فقط من أجل مصلحة الولايات المتحدة، وإحلال السلام بالعالم. لكن ترامب لم يتصرف على أنه صديق لروسيا في فترة حكمه، إذ فرضت الحكومة الأميركية في ولايته الأولى، عقوبات على الشركات الروسية، وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، وفقا لما نشرته بي بي سي.

وفي روسيا، نفى المذيع التلفزيوني الروسي الشهير فلاديمير سولوفيف، المقرب من الرئيس الروسي، وجود أي علاقة صداقة بين ترامب وبوتين، قائلا في تصريحات نشرتها مجلة نيوزويك: "بالتأكيد ترامب ليس صديقنا بأي حال من الأحوال".

ورفض ترامب الإجابة في مقابلته مع "تايم" حول إذا كان أجرى اتصالات مع بوتين منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، قائلا: "لا أستطيع أن أخبرك، لا أستطيع أن أخبرك، هذا غير ممكن".

وأكد ترامب أن لديه "خطة" للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، موضحا: "إذا كشفت عن خطتي فستصبح بلا قيمة، لكنني لدي خطة جيدة، وأعرف ذلك عندما أتحدث إليهم".

وعاد ترامب ليؤكد أن الحرب الروسية-الأوكرانية لم تكن لتحدث أبدا لو كان في منصبه رئيسا للولايات المتحدة بدلا من الرئيس الحالي جو بايدن، مضيفا: "الأمور أصبحت سيئة الآن، عقدت اجتماعا مؤخرا مع مسؤولين في الحكومة وأطلعوني على الوضع بالكامل، أعداد القتلى تزايدت في الشهر الماضي بشكل مذهل من الطرفين".

وواصل ترامب: "هناك الكثير من الجثث الملقاة في الحقول، لا أحد يريد القول إنه يتعرض لخسائر وقتلى في جيشه، لكن هذا يحدث، لذلك أختلف بشدة مع قرار إرسال الصواريخ لضرب روسيا على بعد مئات الأميال، لماذا نفعل ذلك؟ نحن نصعد الحرب ونجعلها أسوأ".

وانتقد الرئيس الجمهوري، قرار نظيره الحالي، بايدن، بالسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، مشيرا إلى أن هذا القرار "لم يكن ينبغي أن يحدث"، وهو "خطأ كبير"، سيسعى إلى تصحيحه خلال ولايته المقبلة.

ونفى دونالد وجود نية لديه للتخلي عن أوكرانيا، مؤكدا أن السعي للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، لا يعني أنه سيتخلى عن كييف، كما يتوقع البعض في الفترة الحالي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هدفه لن يكون إرسال مساعدات عسكرية وإنما وقف إطلاق النار.

حافظ ترامب على صيغة التهديد والوعيد ضد إيران، وقال ردا على سؤال حول إمكانية شن حربا أميركية ضد طهران، خلال ولايته، قائلا: "كل شيء يمكن أن يحدث"، وكررها مرتين.

ترامب قال إن الوضع متقلب للغاية فيما يتعلق بإيران، مشيرا إلى أنه لا يعرف شيئا عن مقابلة أحد أكبر حلفائه إيلون ماسك بمسؤولين إيرانيين، مؤكدا أنه "لم يخبره بذلك".

ومارس ترامب خلال ولايته الأولى سياسة "الضغط القصوى" على إيران، بسبب توسع برنامجها النووي، وكبد اقتصادها خسائر فادحة، وتخشى طهران تكرار الأمر ذاته في الولاية الجديدة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مصادر إيرانية، تفاصيل اللقاء مع إيلون ماسك، إذ قالوا إنه محاولة لنزع فتيل التوتر مع ترامب، من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين.

ورأى موقع بوليتيكو الأميركي أن إيران تعمل على "تلطيف الأجواء" مع ترامب، في وقت تستعد خلاله لـ4 سنوات سيكون هو الرئيس للولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يفرض المزيد من العقوبات والتضييق على طهران خلالها.