أحد أنواع أجهزة الاتصالات الذي كان يستخدمه حزب الله يسمى بيجر وهو عادة ما يعلق على الخصر، أو يوضع في الجيب، لكن تفخيخه من قبل إسرائيل عكس حجم الخرق الذي أصاب الحزب العام الماضي، وبيّن سرّ السقوط السريع للحزب في لبنان.
"لم يدرك حزب الله أنه كان يشتري أجهزة اتصالاته "الووكي توكي" من إسرائيل".. هذا التعليق صدر في ديسيمبر من أحد عملاء الاستخبارات الإسرائيلية تعليقا على عملية بدأتها إسرائيل باستخدام تلك الأجهزة وتفخيخها بمتفجرات مخفية.
أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022.
"إسرائيل كان لديها اختراقات داخل صفوف حزب الله" بحسب ما يقول المدحجي لبلينكس، لكنه يشير إلى أن الاختراق الأكبر أميركي.
يشرح الباحث أن الاختراق تم من قبل الاستخبارات العسكرية الأميركية بالتحديد وليس الـ"سي آي إيه"، لكن ما علاقة إيران؟
يؤكد المدحجي أن إيران لديها إشراف شبه كامل على حزب الله "أمنيا" من خلال سفارتها في لبنان والتواجد الإيراني على الأرض هناك، كاشفا عن صفقات إيرانية مع أميركا باعت فيها الأولى للثانية معلومات أمنية عن الحزب ومواقع مقراته ومراكز ثقله. المدحجي يقول إن إيران تنقسم لقسمين: حكومة الرئيس مسعود بزشكيان و الحرس الثوري، مشيرا إلى أن من عقد تلك الصفقات كانت الحكومة لأنها تريد التوافق مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وشنت إسرائيل هجوما في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات حوالي 30 شخصا قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
ويرى الباحث أن إيران تخلت عن حزب الله وفصائل مسلحة حتى في العراق ورمت أوراقهم على طاولة المفاوضات الأميركية.
ويقول الباحث في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع لبلينكس أن أحد أسباب الانهيار السريع لحزب الله هو سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل لإضعاف الدور الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى وجود جواسيس بعدد كبير داخل منظومة حزب الله أيضا.