بعد أن ترك حزب الله موقعه في بلدة سراقب في ريف إدلب، تحول مقر القيادة إلى مكان مهجور، بعد تفريغه من محتوياته باستثناء أشياء قليلة، ظلّت بوصفها دلائل على الوجود الإيراني.
وتجولت كاميرا بلينكس في مقرّ قيادة حزب الله بالأراضي السورية، وميليشيات أخرى تابعة لإيران، لتستكشف شبكة من الأنفاق تحت الأرض بمدى كبير، وسط مخاطر عدة حول وجود متفجرات وألغام.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، فرّ عناصر حزب الله في التوقيت نفسه مع الميليشيات الإيرانية في سوريا، لتفقد طهران جسر الإمداد السوري إلى الحزب اللبناني.
ووجدت السلطات السورية الجديدة أسلحة ومقتنيات ومقار وأنفاقا خلف الميليشيات التي تركت مواقعها وفرت، عقب دخول هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية لها إلى دمشق، تزامنا مع رحيل الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وتتمتع مدينة سراقب بموقع استراتيجي على الطريق الواصل بين دمشق وحلب وتشكل نقطة ربط بين أرياف إدلب، إذ شهدت المدينة معارك عنيفة خلال الحرب في سوريا بين الأطراف المتنازعة، لتتوقف في العام 2020، عندما خسرتها الفصائل المسلحة لصالح الجيش السوري.
فماذا تركت عناصر حزب الله خلفها؟
اعرف أكثر
احتلت الميليشيات الإيرانية، وحزب الله ووحدة الرضوان التابعة له، مدينة سراقب بالكامل، ومنعت الأهالي والسكان من دخولها، وأحكمت سيطرتها الكاملة عليها، قبل أن تفرّ منها عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
قيادات حزب الله والميليشيات الإيرانية، تركت مقر القيادة في سراقب فارغا تماما، بعد نقل محتوياته كافّة من أسلحة ومعدات وأثاث، قبل الفرار منه.
لكن بلينكس وجدت رسائل مكتوبة باللغة الفارسية، ولافتات تحمل عبارات إيرانية على الجدران، وبعض الرايات القماشية التي تحمل رسائل طائفية، بالإضافة إلى أوراق وجداول إيرانية، والكثير من الأشياء التي تدل على الوجود الإيراني في مقر القيادة.
وخلال الجولة داخل مقر قيادة حزب الله والميليشيات الإيرانية في سراقب، ظهرت بداية لشبكة أنفاق واسعة، تبدأ من إحدى غرف المقر وتمتد في أفرع متعددة تحت الأرض.
وحذّر الدفاع المدني مراسل بلينكس من السير بعيدا داخل الأنفاق، بسبب وجود مخاوف من تفخيخها من قبل عناصر حزب الله والميليشيات الإيرانية قبل الفرار منها.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت في 26 يناير الماضي، ضبط أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني، على الطرق التي استُخدمت للتهريب بين الحدود اللبنانية والسورية.
ويُعتقد أن هناك عشرات من نقاط العبور غير الرسمية على طول الحدود الوعرة بين البلدين سهلة الاختراق ويبلغ طولها 370 كيلومترا.
وخلال عمليات تمشيط مقار حزب الله التي تركتها العناصر المسلحة في ديسمبر الماضي، وجدت إدارة الدفاع المدني في سوريا جثثا مجهولة الهوية وعظاما، خاصة في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.
وأجرت فرق "الخوذ البيضاء" عمليات بحث وتنقيب حتى عثرت على الجثث والرفات في المنطقة، التي كانت معقلا لعناصر من حزب الله اللبناني ومجموعات مدعومة من إيران منذ عام 2012، بعد ورود بلاغات رسمية.
وقالت هيئة الدفاع المدني السورية إنها وجدت عظاما وجثثا لنحو 20 ضحية، مع تناثر عظام أخرى في أماكن عديدة، تشير إلى إمكانية وجود ضحايا أكبر من هذا الرقم.