اتفاق غزة.. كيف بدأت وانتهت أزمة الأيام الخمسة؟
هدّدت أزمة كبرى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل أن تعلن حركة حماس موافقتها على تسليم الدفعة الجديدة من الرهائن، السبت 15 فبراير، وتراجعت إسرائيل عن تهديدها باستئناف الحرب، ليُكتب للاتفاق الاستمرار.
وشهدت الأيام الماضية تهديدات متبادلة بين حماس وإسرائيل بعدم إكمال الاتفاق، وهددت حكومة بنيامين نتنياهو بشكل رسمي بالعودة إلى قصف غزة، ووضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ساعة صفر" لفتح ما وصفه بـ"الجحيم" على حماس إذا لم تطلق سراح الرهائن بالكامل يوم السبت، فكيف بدأت وانتهت أزمة الأيام الخمسة؟
فجرت حركة حماس قنبلة مدوية عندما أعلنت الإثنين 10 فبراير، إيقاف عملية تسليم الرهائن "حتى إشعار آخر"، ردا على ما عدّته انتهاكات من الجانب الإسرائيلي لبنود الاتفاق.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبوعبيدة، في بيان له، قرار حماس تأجيل تسليم الرهائن إلى أجل غير مسمى، حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق كاملة.
واتهمت حركة حماس، إسرائيل بتأخير عودة النازحين إلى مناطقهم، واستهدافهم بالقصف رغم وقف إطلاق النار، وتأخير دخول المساعدات والمواد الغذائية.
هدد ترامب، الثلاثاء 11 فبراير، حركة حماس بفتح أبواب الجحيم، إذا لم يتم تسليم "جميع الرهائن" دفعة واحدة، في تمام الساعة 12 ظهرا يوم السبت المُقبل، وليس على "قطع صغيرة".
ردت إسرائيل على المستويات كافة بعد إعلان حماس إيقاف عملية تسليم الرهائن، وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحرب ستعود بحلول ظهر السبت.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل
كاتس، إن "الحرب الجديدة في غزة ستكون أقوى وأشمل، وستتيح فرصة تنفيذ خطة ترامب في غزة، وستفتح أبواب الجحيم".
أكدت حركة حماس، الخميس 13 فبراير، أنها ستمضي قدما في الاتفاق وستطلق سراح الرهائن في الموعد المحدد يوم السبت، بعد تدخل الوسطاء المصريين والقطريين وتلبية طلباتها من إسرائيل، وفقا لما نشرته "
إي بي سي نيوز".
وتدفقت شاحنات المساعدات عبر معبر رفح من الجانب المصري إلى غزة مباشرة، قبل إعلان حماس استكمال الاتفاق وتسليم الرهائن في الموعد المحدد.
واتجهت معدات ثقيلة لإزالة الركام وتمهيد الطريق، ومنازل متنقلة إلى حدود قطاع غزة، تمهيدا للدخول ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
قائمة ثلاثية تخالف مطالب ترامب
أعلنت حركة حماس، الجمعة 14 فبراير، قائمة بأسماء الدفعة الجديدة من الرهائن التي تضم 3 أشخاص، لتؤكد التزامها ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يُفترض أنه سيُنهي الحرب في مراحله الختامية.
وكانت إسرائيل قد ربطت عودتها إلى الحرب بعدم إعلان حماس تسليم الرهائن في الموعد المحدد يوم السبت. وبعد إرسال الحركة الفلسطينية قائمة أسماء الرهائن الجديدة إلى تل أبيب، يظل الاتفاق ساريا.
كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تلقيه أسماء الثلاثي، ساجوي ديكل تشين، وساشا تروفانوف، وإيار هورن، المقرر إطلاق سراحهم، السبت 15 فبراير، لتثبت حماس جديتها في تنفيذ الاتفاق، وفقا لما نشرته صحيفة "
تايمز أوف إسرائيل"، الجمعة.
وقبل ساعات من تسليم الرهائن يوم السبت، قال ترامب مساء الجمعة، إنه "ليس متأكدا مما تفعله إسرائيل"، بعد إعلان حماس تسليم 3 رهائن فقط، وتجاهل تهديدات الرئيس الأميركي بضرورة تسليم جميع الرهائن.
قررت إسرائيل الإفراج عن 369 أسيرا فلسطينيا لديها في المقابل، في إطار صفقة التبادل، من بينهم 36 محكوما عليه بالمؤبد، وفقا لمكتب إعلام الأسرى التابع للحركة الفلسطينية.
وبعد إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقته على الصفقة في بيان سابق، الجمعة، تراجع عنه والتزم الصمت وعدم التعليق.
وبحسب تقديرات القناة 12 الإسرائيلية، سيلتزم نتنياهو الصمت حتى تسليم الرهائن الثلاث، لكي لا تنهار الصفقة السادسة، وبعدها سيعود لممارسة الضغوطات على حماس للحصول على دفعات إضافية منتصف الأسبوع، قبل الدفعة السابعة يوم السبت الذي يليه.