حرب "دوّار الشمس".. كيف تستخدم روسيا البحر لخنق أوكرانيا؟
استهدفت روسيا مخازن لزيت دوّار الشمس في ضربات متواصلة لليوم الثاني تواليا على منطقة أوديسا على البحر الأسود في أوكرانيا.
وتسببت سلسلة من الضربات الروسية المكثفة في الأسابيع الأخيرة بفوضى في المنطقة الساحلية، مستهدفة جسورا وموانئ، وقطعت الكهرباء والتدفئة عن آلاف السكان في ظل درجات حرارة متدنية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن "روسيا تحاول مرة أخرى تقييد وصول أوكرانيا إلى البحر وحصار مناطقنا الساحلية".
وأضاف أنه أصدر أوامر بتنفيذ "حلول لبنى تحتية مؤقتة بسرعة كي يحصل الناس على الموارد الضرورية".
وأعلنت موسكو في وقت سابق أنها ستوسع ضرباتها على الموانئ الأوكرانية ردا على استهداف كييف لناقلات النفط التي تلتف على العقوبات.
ضياع آلاف الأطنان من زيت دوّار الشمس
قال مدير التجارة في "أول سيدز" كورنيليس فرينز لوكالة فرانس برس، السبت، إن "أكبر محطة للزيت النباتي في أوكرانيا، أول سيدز بلاك سي، تعرضت لقصف صباح السبت" في ميناء بيفديني، مضيفا أن موظفا قُتل وأصيب آخران بجروح.
أشار الشريك المؤسس لإحدى أكبر شركات تجارة زيوت البذور في أوكرانيا إلى أن "آلاف الأطنان من زيت دوّار الشمس" ضاعت في الهجوم الذي ألحق أكبر ضرر بالشركة منذ بداية الحرب.
خلال شهر أكتوبر 2025 وما تبعه، تزايدت الهجمات بالصواريخ الباليستية على موانئ أوديسا وتشورنومورسك، وفي تصعيد لافت في 13 ديسمبر 2025، استهدفت طائرة مسيرة روسية سفينة شحن أثناء نقلها لزيت دوار الشمس الأوكراني إلى مصر.
وتُعد أوكرانيا، بقطاعها الزراعي الواسع، المنتج الأول لزيت دوّار الشمس في العالم وفق تقديرات محللين، وقد تعطل الهجمات على البنى التحتية التصديرية الأسواق وتحرم كييف من إيرادات مهمة.
والجمعة، قال مسؤولون أوكرانيون أن 7 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب نحو 15 في هجوم صاروخي روسي استهدف بنية تحتية لميناء أوديسا على البحر الأسود في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وقال مصدر مطلع إن الهجوم كان على ميناء بيفديني، وهو واحد من ثلاثة موانئ في المنطقة. كانت أوديسا، وهي نقطة محورية لصادرات الحبوب الأوكرانية وغيرها من الصادرات، هدفا متكررا للهجمات الروسية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.
وألحق هجوم سابق يوم الخميس 18 ديسمبر، أضرارا بجسر جنوب غرب أوديسا، مما أدى إلى قطع طريق رئيسي بين المدينة وميناء ريني على نهر الدانوب والتسبب في أزمة عند المعابر الحدودية إلى مولدوفا ورومانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع ديسمبر إن روسيا ستوسع ضرباتها ضد الموانئ الأوكرانية، مهددا بقطع وصولها إلى البحر بالكامل إذا استمرت في استهداف الناقلات.
وتأتي الضربات في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، مع اجتماع مسؤولين أوكرانيين وروس وأوروبيين في ميامي لجولة جديدة من المحادثات بوساطة أميركية.