"ختان جماعي" في مدينة مغربية.. قصة عملية تحولت إلى مأساة

يقول محمد في حديثه مع بلينكس، إن كل شيء بدأ حينما أجرى ابنه بتاريخ الـ20 من سبتمبر المنصرم عملية ختان أشرفت عليها جمعية محلية بالتعاون مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة المغربية، لكنه على عكس المتوقع لم يتماثل للشفاء.

وواصل الأب قائلا "بعد مضي 5 أيام لاحظنا عدم وجود أي تحسن في حالة الطفل، ولذلك نقلناه إلى المستشفى من أجل تفسير حالته".

وأوضح أن نتائج المعاينة أظهرت أن الطفل مصاب بتعفن على مستوى جهازه التناسلي.

في البداية ظن محمد أن حالة ابنه معزولة، يحكي "حينما عدت إلى المستشفى الذي أجريت فيه العملية، أخبروني أن أكثر من 40 طفلا آخرا يعيش نفس الحالة، 5 حالات منهم خطيرة".

وفق محمد، كان من المفترض أن يجري العملية طبيب جراح حسب ما أخبرتهم به الجمعية، لكنها تمت في النهاية على يد طبيب أطفال استخدم فيها تقنية الليزر.

وواصل الأب بأسف حديثه لبلينكس قائلا "لا أعرف هل سيشفى طفلي خلال الأيام المقبلة أم سيظل العيب يلاحقه طوال حياته جراء خطأ لا يد له فيه"، ووصف محمد هذا الاحتمال الذي لا يفارق تفكيره "بالاحتمال القاتل".

وفي تصريحات لجريدة هيسبريس المغربية أوضح الطبيب سعد الأندلوسي، المشرف على حالات الضحايا بالمستشفى الجامعي بمدينة طنجة، أن حالة الأطفال مستقرة لكنه أكد أن احتمال التدخل الجراحي لن يكون واردا إلا حين التئام الجروح بشكل نهائي.

ومضى شارحا ضمن التصريحات ذاتها، أنه إلى حدود اللحظة "ليس معروفا حجم الضرر طالما ما يزال التعفن موجودا".

عملية الختان الجماعي التي أجريت للأطفال والتي باتت تهدد سلامة أعضائهم التناسلية، ليست الأولى من نوعها، إذ تلجأ العديد من العائلات بالمغرب التي تعيش في وضعية هشاشة إلى هذا الاختيار غير المكلف ماديا.

هذه الممارسة تتم وسط غياب أي نص قانوني يمنع إجراء عمليات الختان من طرف جمعيات المجتمع المدني، كما تلجأ العديد من الأسر في القرى والبوادي إلى "الحجام" أو "الخاتن" الذي يجري عملية الطهارة منذ القدم بشكل تقليدي معتمدا على أدوات بسيطة.

فيما يختار آخرون التوجه إلى أطباء جراحة متخصصين سواء بالمستشفيات العمومية أو بالمصحات الخاصة، ضمانا لسلامة أطفالهم.

أمام هذه الحوادث التي باتت تتكرر، يرفع الحقوقيون مطالب تقنين عمليات الختان وتشديد الرقابة عليها.

وفي هذا الصدد قال حسن أقبيو عن جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان في تصريح لبلينكس، إن الجمعية تقدمت بشكوى في الموضوع لدى السلطات المختصة.

وتابع قائلا إن مسؤولية هذا الخطأ "تتحمله وزارة الصحة، لأن عملية الختان التي نظمتها الجمعية تمت بتنسيق مع أطرها".

ووصلت القضية إلى ردهات البرلمان المغربي، عن طريق سؤال كتابي رفعه النائب البرلماني عن فريق الأصالة والمعاصرة، عبد الرحيم بوعزة، إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، يدعو فيه بفتح تحقيق حول الواقعة.