يؤكد ريتشارد هيوز، الخبير في السياسات الصحية في جامعة جورج واشنطن، أنه رغم اختلاف الأسباب الكامنة وراء الإعفاءات، سواء بسبب المعتقدات الدينية أو الخوف من الآثار الجانبية وصولا إلى عدم الثقة في السلطات الصحية أو صعوبات الوصول إلى الرعاية الصحية، فإن هناك اتجاها لا يمكن إنكاره مرتبطا برد الفعل السلبي الذي خلّفته جائحة كوفيد-19.
ويوضح الخبير الصحي أن السكان "محبطون من استجابة الحكومة"، من رسائل متناقضة بشأن الكمامات إلى التطعيم الإلزامي مضيفا "ربما كان من الأفضل أن نواصل تشجيع الناس على تلقي اللقاح بدلا من إجبارهم على ذلك".
وما فاقم ذلك المعلومات المضللة التي تم تداولها على الشبكات الاجتماعية، وفي الوقت نفسه، تلاشى الخوف المرتبط بالأمراض المعدية بين السكان، بحسب بول أوفيت الذي أوضح "لقد أزلنا ذكرى الحصبة. لا يدرك الناس إلى أي مدى يجعلك هذا الفيروس مريضا وكم من الأرواح يحصد".
وقبل تطوير اللقاح مطلع الستينات، كانت الولايات المتحدة تسجل ما بين 3 إلى 4 ملايين إصابة سنويا، وما بين 400 إلى 500 وفاة مرتبطة بالمرض، لكن إلى جانب تلك العوامل، هناك أيضا التسييس المتزايد للتطعيم في البلاد حيث يكثف مسؤولون منتخبون مشاريع القوانين للتخلص من التطعيم الإلزامي محليا، وحظر أنواع معينة من اللقاحات أو حتى تسهيل استخدام الإعفاءات.
والنصوص حول هذا الموضوع أصبحت اليوم ضعف ما كانت عليه قبل الجائحة، كما تقول جنيفر هيريكس التي تشارك في عملية رصد وطنية، وتُرجم ذلك على سبيل المثال، بتوقف إحصاءات التطعيم في مونتانا ووقف الحملات الترويجية للقاحات في لويزيانا، وكلاهما يشيران إلى تحوّل في سياسة الصحة العامة بعدما كانت تلك الممارسة حجر الزاوية فيها، واختتم هيوز محذرا: "هذا نذير لما بدأنا نراه ونحن على وشك رؤيته على المستوى الفدرالي، مع روبرت كينيدي جونيور".