ما هي مخاطر التشخيص النفسي على Social media؟

في العصر الرقمي، يشارك عدد كبير من صنّاع المحتوى، بمن فيهم الأفراد الذين مروا بتجارب مباشرة مع اضطرابات نفسية، المعلومات كوسيلة للتواصل مع الناس، إنشاء مجتمع، تقديم الدعم أو فقط بهدف اكتساب الشهرة.

وتؤكّد الاختصاصية النفسية د. مارينا حكميان لـبلينكس، أنّ مشاركة المعالج النفسي لمحتوى نفسي على منصات التواصل الاجتماعي، هو أمر مفيد إن كان كوسيلة لزيادة الوعي.

ولكن ليُعتبر مصدرا موثوقا، يجب التركيز على أساس المعلومة، وأن تشمل معايير التشخيص من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس DSM V، وهو المعتمد دوليا من قبل الأطباء النفسيين.

توضّح مارينا أنه في كثير من الأحيان نشاهد مقاطع فيديو قصيرة، ونتأثر بالمحتوى الذي يقدم افتراضات خاطئة، ويبالغ في شدة الأعراض وتكرارها، مما قد يؤدي إلى تشخيص حالات نفسية بشكل خاطئ.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن المعلومات في المقاطع تعتبر "عامة" ولا تكفي لإجراء تقييم شامل. ويمكن لشخص غير مدرب أن يستنتج حالة معينة فقط من خلال عرض واحد، ولكن هذا لا يعتبر تشخيصا دقيقا.

ويلجأ العديد إلى التأثّر بهذا المحتوى، خاصة وأنّ التوجّه عند المعالج النفسي ما يزال لدى البعض بمثابة "تابو".

ولكن تشدّد مارينا بأنّ التشخيص الخاطئ ظاهرة خطيرة، يمكن أن تترك أثراً عميقاً على الشخص الذي تمّ تشخيصه، قد تؤدي إلى الشعور بالخجل والعزلة والاستبعاد وانخفاض تقدير الذات، وحتى الاكتئاب.

ومن عواقب التشخيص الخاطئ، أنه قد يؤدّي إلى:

• اختيار طرق علاج غير فعّالة وحتى خطيرة، منها تناول الأدوية غير الضرورية.
• إهمال المشكلات الأساسية الفعلية.
• تطوّر الحالة وزيادة القلق.
• ظهور مشكلات نفسية جديدة كالاكتئاب.
• تشكيل مواقف وسلوكيات خاطئة، الأمر الذي ينعكس على حياة الفرد وزيادة التوتر في علاقاته وضعف أدائه اليومي.

الحضور وجهاً لوجه يلعب دوراً أكبر في عملية التشخيص، ويدعم التقييم المباشر الطبيب في فهم الحالة بدقة، لإعداد خطة العلاج. بينما تفشل المنصات الرقمية، في أخذ هذا التاريخ التفصيلي في الاعتبار.

ويتدرّب الاختصاصي النفسي على إجراء تقييم شامل يشمل:

• مقابلة تشخيصية والتاريخ الطبي.
• جمع تاريخ نمو وتقييم الحالة الحالية والمزاج.
• لغة الجسد.
• عوامل الخطر المصاحبة للحالة.

ويدعم هذا التقييم الطبيب في فهم الحالة بدقة، لإعداد خطة العلاج. في حين تفشل المنصات الرقمية في أخذ هذا التاريخ التفصيلي في الاعتبار.

لكن الشخص قد يهتمّ بمتابعة الحسابات على السوشيال ميديا ويتأثر بها، لأنه:

• أمر سهل وأقل استهلاكاً للوقت.
• ليس هناك تكلفة مالية للوصول إلى المعلومات.
• عدم استعداد الشخص للاعتراف بوجود حالة تعوق نموّه ووظائفه اليومية.
• الثقة بما تقدّمه وسائل التواصل الاجتماعي والاكتفاء بمحتواها لفهم أنفسنا.