"نازحو بيروت" إلى "المسلخ"

مع حلول موسم الشتاء والأمطار، قررت السلطات اللبنانية اعتماد مراكز إيواء جديدة للنازحين من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت الفارين من القصف الإسرائيلي، وتحديداً أولئك الذين مكثوا على الطرقات بعدما تعذر عليهم إيجاد أماكن تأويهم منذ أكثر من شهر.

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسّعت إسرائيل هجماتها ضدّ لبنان، ما دفع بأكثر من مليون ونصف نازحٍ إلى الانتقال من جنوب وشرق البلاد وضاحية بيروت إلى مناطق آمنة في العاصمة بيروت وغيرها من المناطق.

وإثر ذلك، مكث آلاف المواطنين على الشوارع ضمن خيم صغيرة، فيما دخل آخرون إلى بعض الأملاك الخاصة، إما بإذن من أصحابها أو عبر عملية اقتحام جرى إنهاؤها لاحقاً عبر القوى الأمنية اللبنانية.

وقالت مصادر في بيروت بلدية لـبلينكس إن هناك 169 مركز إيواء في بيروت يمكث فيهم 55 ألف شخص، مشيرة إلى أن هناك 300 ألف شخص يقطنون في شقق سكنية وضمن أملاك خاصة.

إلى أين سيُنقل "نازحو الطرقات"؟

خلال مقابلة له عبر قناة "الجديد" يوم 30 أكتوبر الماضي، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إنه سيتم نقل قسم من النازحين على الطرقات إلى المدينة الرياضية في بيروت.

من ناحيته، يقول محافظ بيروت مروان عبود لـبلينكس إن الإجراءات مستمرة لتأمين النازحين في مراكز إيواء جديدة أبرزها المدينة الرياضية، مشيرا إلى أن النازحين الموجودين ضمن الأملاك الخاصة سيتم نقلهم بـ"القانون" إلى المراكز الجديدة.

وعلمت "بلينكس" أنه من المفترض أن تحتضن المدينة الرياضية في بيروت آلاف النازحين، فيما سيتم نقل قسم آخر إلى المسلخ المؤقت لمدينة بيروت في منطقة الكارنتينا، علما أن المكان تم تشييده مسبقا لكنه لم يجرِ افتتاحه بعد أو استخدامه.

نزوح إلى المسلخ

بدوره، يقول الملازم أول فادي بغدادي، الناطق الإعلامي لغرفة ادارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت لـبلينكس إنّه يجري العمل على محاولة تأمين مركز إيواء في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، بعد أن يتم تجهيز هذا المركز لنقل النازحين من المدارس الخاصة وفق البيانات الرسمية التي تحدد أعدادهم الرسمية لاستيعابهم في المركز عند اعتماده .

أيضا، يوضح بغدادي أنّ قسما آخر من النازحين جرى نقله إلى مركز إيواء تم تجهيزه في منطقة الكرنتينا، مشيرا إلى أنّ القدرة الإستيعابية لذلك المكان تتسع لحوالى 800 نازح فيه، وقال "الطاقة الاستيعابية في هذا المركز وصلت إلى ذروتها، ولهذا السبب يتم البحث عن أماكن إضافية لاحتضان النازحين" في محافظة بيروت.

وأوضح بغدادي أنه جرى تجهيز مركز الإيواء في منطقة الكرنتينا عبر تقسيمه إلى غرف مع تأمين البنية التحتية داخله، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحصل بالتنسيق مع جمعية فرح العطاء، مؤكدا أن الهدف الأول والأساسي لمحافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود هو عدم إبقاء أي نازح على الطرقات خصوصا مع بدء موسم الشتاء.

ماذا عن النازحين في الأملاك والمدارس الخاصة؟

نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض قال لـبلينكس إن هناك 13 مدرسة في بيروت تتضمن نازحين، مشيرا إلى أن جميع هؤلاء سيتم نقلهم تباعا خلال الأيام المقبلة إلى المدينة الرياضية في بيروت.

بغدادي يقول من ناحيته إن عدداً لا بأس به من المدارس الخاصة فتحت أبوابها طوعا أمام النازحين الذين لجؤوا اليها هرباً من الاعتداءات الاسرائيلية، مشيرا إلى أن القوى الأمنية قامت بإخراج كل من دخل الى مرفق خاص بواسطة الاقتحام.