منذ بداياتها في مجال استكشاف الفضاء، نجحت الإمارات في إطلاق
سلسلة من الأقمار الاصطناعية التي تعكس التزامها بالابتكار وتطوير التكنولوجيا لخدمة البشرية وتعزيز التنمية المستدامة. وفيما يلي لمحة عن أبرز هذه الأقمار:
في يوليو 2009، أطلقت الإمارات أول قمر اصطناعي لمراقبة الأرض، "دبي سات-1". أسهم القمر في تطوير المهارات الإماراتية بمجال الفضاء من خلال تدريب المهندسين محلياً في كوريا الجنوبية.
قدّم "دبي سات-1" صوراً متوسطة الدقة لدعم مشروعات التخطيط العمراني مثل نخلة جميرا ومطار آل مكتوم، بالإضافة إلى الإسهام في جهود الإغاثة للكوارث العالمية مثل زلزال اليابان عام 2011.
بعد نجاح "دبي سات-1"، أطلقت الإمارات "دبي سات-2" في نوفمبر 2013، وقد طُوّر بالتعاون بين فريق إماراتي وخبراء كوريين، وهو مزود بتقنيات متقدمة، منها القدرة على تخزين 17 ألف كم² من البيانات وتصحيح مداره تلقائياً.
ويُستخدم "دبي سات-2" في جمع الصور عالية الدقة لدعم التخطيط الحضري، والبحث العلمي، والإغاثة من الكوارث.
في فبراير 2017، أطلقت الإمارات أول قمر اصطناعي نانوي "نايف-1"، الذي طُوّر بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة.
أتاح المشروع فرصة للطلاب الإماراتيين للمشاركة في تصميم وبناء وتشغيل الأقمار الاصطناعية، مما ساعدهم على اكتساب خبرات عملية في مجال علوم الفضاء. وتميّز "نايف-1" بخفة وزنه ودقته في الاتصال عبر الراديو للهواة.
في أكتوبر 2018، أطلقت الإمارات قمرها الاصطناعي "خليفة سات"، الذي يُعد إنجازًا فريدًا، كونه أول قمر اصطناعي يُصمّم ويُصنّع بالكامل في الإمارات. ويتميّز "خليفة سات" الذي يحمل خمس براءات اختراع، بدقة عالية في مراقبة الأرض، ويُسهم في توفير صور ثلاثية الأبعاد بدقة تصل إلى 0.7 متر، تُستخدم في التخطيط الحضري، والإغاثة من الكوارث، ومراقبة التغيرات البيئية.
أُطلق "دي إم سات-1" في مارس 2021 بالتعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي.
ويُعد أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي في المنطقة، ويهدف إلى مراقبة جودة الهواء ودراسة الملوثات الجوية والغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويتميّز القمر بقدرته على جمع بيانات علمية لدعم السياسات البيئية في الإمارات، مما يعزّز جهود الدولة في مواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
من المقرر إطلاق القمر الاصطناعي HCT-Sat في يناير 2025، وهو مشروع تعليمي طُوِّر بالتعاون بين كليات التقنية العليا ومركز محمد بن راشد للفضاء.
ويمثّل القمر نقلة نوعية في دمج علوم الفضاء في المناهج التعليمية الإماراتية، إذ أتاح للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية فرصة فريدة للمشاركة في تصميم الأقمار الاصطناعية المكعبة. ويتميّز بصغر حجمه وإمكانياته العالية في تقديم خدمات الاتصال الأساسية، مما يجعله إضافة مبتكرة إلى أسطول الإمارات الفضائي.
وتتماشى هذه الإنجازات الفضائية مع رؤية القيادة الإماراتية وطموحاتها التي أرسى دعائمها مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما قال: "إن العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء".