من الـMOP إلى الـNGP.. سباق أميركي لتطوير قنابل خارقة
في يونيو ٢٠٢٥، وخلال عملية وُصفت بأنها سرّية ومعقّدة، استخدمت الولايات المتحدة للمرّة الأولى قنبلة الـMOP الخارقة للتحصينات ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.
الهجوم الذي استهدف مواقع مثل "فوردو" و"نطنز" كشف عن قيود تقنية كبيرة لهذا السلاح الثقيل الذي يصل وزنه إلى نحو ٣٠ ألف رطل ويحتاج إلى طائرات متخصصة مثل القاذفة B-2.
هذه التجربة، وما رافقها من تساؤلات حول فعالية الضربات، دفعت سلاح الجو الأميركي إلى سباق جديد لتطوير قنبلة من الجيل التالي، أخف وزنًا وأكثر ذكاءً واختراقًا، تحمل اسم NGP اختصار Next Generation Penetrator، بالتعاون مع شركتي بوينغ وApplied Research Associates.
المشروع الذي يمتدّ عبر عقود بملايين الدولارات، يُخطط لأن يدمج القنبلة الجديدة في القاذفات المستقبلية B-21 Raider ليغيّر قواعد اللعبة في استهداف المواقع المحصّنة.
لماذا تبحث واشنطن عن بديل لقنبلتها الخارقة الحالية؟
بحسب
يديعوت أحرونوت، أطلقت الولايات المتحدة خلال عملية "مطرقة منتصف الليل" ١٤ قنبلة MOP من ٧ قاذفات B-2 على مواقع نووية إيرانية مدفونة بعمق مثل "فوردو"، في أوّل استخدام عملياتي لهذا السلاح الذي صُمّم منذ البداية لمثل هذه المنشآت.
لكن العملية أظهرت قيودًا تقنية، منها الحاجة إلى إطلاق قنابل عدة على النقطة نفسها للوصول إلى العمق المطلوب، إضافة إلى أنّ القاذفة الوحيدة القادرة على حمله هي B-2، ما يحدّ من مرونة الضربات ويُعرّض الطائرات لخطر الدفاعات الجوية المتقدمة.
أخف وزنًا وأكثر ذكاءً واختراقًا من سابقتها
وفق
بيزنيس إنسايدر، طلب سلاح الجو الأميركي تصميم الـNGP بحيث لا يتجاوز وزنها ٢٢ ألف رطل وأن تتمتع بتأثيرات اختراق وتشظي وانفجار مع نظام ملاحة يعمل حتى في بيئات محرومة من الـGPS.
وتشير يديعوت أحرونوت إلى أنّ هذه القنبلة قد تشمل محركًا صاروخيًا يتيح إطلاقها من مدى أبعد وزيادة قدرتها على اختراق أعماق الأرض، إضافة إلى صاعق ذكي قادر على "عدّ الطوابق" واكتشاف الفراغات تحت الأرض، وهي تقنية أثبتت فعاليتها في الـMOP ويتوقع تطويرها في الجيل الجديد.
بحسب التقارير الـ٣، مُنح عقد مدته ٢٤ شهرًا لشركة Applied Research Associates لتطوير نماذج مصغرة وكاملة من القنبلة الجديدة واختبارها على أهداف صلبة ومدفونة بعمق.
في الوقت نفسه، ستقوم بوينغ بتصميم وتطوير مجموعة الذيل الخاصة بالـNGP وتوفير الدعم لدمج الأنظمة، بعدما كانت هي المقاول الرئيس لقنبلة الـGBU-57 MOP السابقة.
المشروع يأتي ضمن إطار يقارب ١٠٧ ملايين دولار موزعة على ٤ مزودين مع خطط لاستثمار أكثر من ١٢٠ مليون دولار في العام المقبل و٧٣ مليون دولار إضافية في ٢٠٢٦، بهدف تسريع التطوير والاختبارات حتى ٢٠٢٧.
التكامل مع القاذفات المستقبلية.. تغيير في قواعد اللعبة العسكرية
تقول
ذا ناشيونال إنترست إن القاذفة الشبح B-21 Raider، التي لا تزال قيد التطوير، من المتوقع أن تحمل القنبلة الجديدة ضمن ترسانتها، ما يسمح بتوسيع مدى الضربات وتقليل عدد الطائرات المطلوبة في المهام المعقدة.
وفي حين أن الـB-2 تستطيع حمل قنبلتين MOP فقط في كل طلعة، فإن الـB-21 الأصغر حجمًا وأسهل دمجًا قد تحمل قنبلة NGP واحدة، لكن أسطولها الأكبر يعوض ذلك ويمنح مرونة عملياتية أوسع.