هل تعود طائرة الكونكورد مجددا؟

تتسارع شركات الطيران الأميركية لعقد صفقات مع الشركة المصنعة للطائرات الأسرع من الصوت.

"بوم سوبرسونيك" المصنعة للطائرات "بوم أوفرتشر"، مثلا، فازت بعقود بيع 35 طائرة لشركتي أميركان إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز.

صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن الخطوط الجوية اليابانية ساهمت بـ10 ملايين دولار لتطوير وصناعة الطائرات في شركة بوم سوبرسونيك، كما وقعت أيضا على خيارات غير ملزمة لشراء 20 طائرة من الطراز النهائي.

وترجح صحيفة جنوب الصين الصباحية من أن تكون الخطوط الجوية اليابانية من أول الشركات التي ستوفر رحلات فوق سرعة الصوت لبعض رحلاتها حول العالم والتي تصل إلى 180 وجهة.

تهدف وكالة ناسا في تطويرها لـX-59 إلى التقليل من الضجيج الناتج عن فرقعة اختراق حاجز الصوت والذي تصل حدته إلى 110 ديسيبل، أي ما يعادل صوت الرعد، وفقا لوكالة ناسا.

صوت الفرقعة يتضاعف في المدن التي توجد بها المباني الشاهقة والشوارع الضيقة، الأمر الذي يرفع من مستويات الضوضاء وصدى الصوت الذي ينتقل من مكان لآخر، حسب موقع ساينس نيوز.

وتحاول ناسا في نسخة X-59 من الطائرات الأسرع من الصوت خفض طفرة الصوت من ما يشبه دوي رعد إلى ما يشبه الصوت الذي يحدثه إغلاق باب سيارة على بعد 6 أمتار، حسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.

وبالتحكم في صوت الفرقعة، تأمل ناسا في عودة الرحلات التجارية بعد رفع الحكومة الأميركية حظر السفر في وسائل نقل تجارية أسرع من الصوت، لأنها كانت تحلق بالسرعة الفائقة فوق المحيط فقط.

لا تتأثر الرحلات على متن الطائرات الأسرع من الصوت بالمطبات الهوائية لأنها تحلق فوق طبقة الستراتوسفير التي تكون خالية من الاضطرابات، والتي ترتفع عن سطح الأرض أكثر من 10 كيلومترات، وفقا لموقع إيرلاينرز ومركز يو سي إي آر للعلوم.

يتذكر الخبير في الطيران لوجد موريس، رحلته على متن الكونكورد عام 1998 ويخبر موقع بوم سوبر سونيك كيف أنه لم يشعر بأية اضطرابات هوائية على ارتفاع 18 كيلومترا فوق سطح الأرض كما لم يكن هناك أي مؤشر أن الطائرة كانت تسير بسرعة فائقة.

أما بالنسبة لطائرات الركاب والتجارية العادية، فهي تطير فوق طبقة التروبوسفير، الطبقة السفلى من الغلاف الجوي حتى 10 كيلومترات فوق سطح الأرض.

يقول الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، توري فولاك، في مقابلة مع مجلة ذا إنجنير أن طائرات بوم أوفرتشر مصممة لتعمل 100٪ بوقود الطيران المستدام الذي يتم استخلاصه من النباتات والدهون الحيوانية.

وأضاف أن الشركة ضمنت الحصول على 10 ملايين غالون من وقود الطيران المستدام طوال مدة برنامج الاختبار، متعهدا بالالتزام بمبدأ صفر كربون.

لكن المنتقدين يشككون في هذا التعهد ويعتبرونه تجاهلا لحقيقة أن الكمية المتوفرة من هذا الوقود لا تكفي.

إضافة إلى ذلك، ما يزال سعر وقود الطيران مكلفا، حيث تشير بعض التقديرات أن كلفته تترواح من ضعفين إلى ٤ أضعاف تكلفة الوقود الأحفوري.

وبارتفاع تكلفة الوقود، من المرجح أن ينعكس ذلك على أسعار التذاكر كذلك ولاسيما عندما يكون عدد المقاعد في الطائرة لا يتجاوز الـ80 مقعدا.