شباب سوري لبلينكس: لسنا لاجئين.. نريد العودة

"كنت أشعر بالذل خلال إقامتي في سوريا، ولم أشعر بالانتماء إليها. ولكن إذا صحّت الأنباء عن تحسن الأوضاع الأمنية، فأنا مستعدة للتخلي عن كل شيء والعودة إلى وطني فورا"، تقول سلام، 23 عاما، لبلينكس، معبرة عن فرحتها التي "لا يمكن أن تصدقها"، حيث لا يزال السوريون داخل البلاد وخارجها يعيشون صدمة من سرعة تدهور الحكومة وسقوطها خلال بضعة أيام فقط.

"رغم التطورات السريعة والوضع السياسي المعقد في سوريا التي شكلت فراغا سياسيا في الحكومة التي قد يتم استغلالها والوضع الذي لا يزال معقدا، ومشاعرنا المتضاربة، إلا أن الشعب السوري لو تمكن من التوحد وتجاوز الانقسامات، سنتمكن من العودة إلى الوطن دون خوف أو تردد".

وتشهد رغبة اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم ارتفاعا ملحوظا، وفقا لأحدث دراسة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تشير إلى أن الغالبية الساحقة من اللاجئين يتطلعون للعودة في المستقبل القريب ارتفاعا من نسبة 25٪ فقط بحسب دراسة سابقة للمفوضية، مع تزايد التفاؤل بإمكانية تحقيق ذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.

ترغب سلام بشدة في العودة إلى سوريا إذا توفرت الظروف الأساسية مثل الكهرباء والخبز، وأصبح الراتب كافيا لتأمين حياة مستقرة. بالنسبة لها، تبقى سوريا الملجأ الأول والوحيد، رغم أنها تلقت معاملة طيبة وحرية في البلاد التي لجأت إليها منذ الحرب. ومع ذلك، فإنها متحمسة للعودة في أقرب وقت مع تطورات "سوريا الجديدة".

يخشى بعض السوريين من أن تفرض المعارضة المسلحة حكما ديكتاتوريا أو تتورط في عمليات انتقامية، حسب ما يقول باسل، 26 عاما، في حديث مع بلينكس من مقر إقامته بألمانيا منذ 2016، الذي ينتظر توفير بيئة آمنة ومستقرة في سوريا قبل اتخاذ قرار العودة. فسيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة تثير مخاوفه من فرض حكم متشدد أو وقوع أعمال عنف، رغم رغبته الشديدة في العودة إلى وطنه.

يشعر باسل بالغربة في بلاده، إذ كانت سوريا بالنسبة له مجرد "بلاد الغرب" التي يزورها كل صيف. لذا، تعني عودته إلى سوريا بالنسبة له بداية جديدة "من الصفر". أما ألمانيا، التي هاجر إليها بهدف التعليم، فقد أصبحت وطنه الثاني حيث بدأ مسيرته المهنية كخبير في البرمجة، ورآها فرصة للنجاح والاستقرار.

وألمانيا أكبر مستضيف للاجئين السوريين خارج دول المنطقة العربية، حيث تضم أكثر من 850 ألف لاجئ سوري. كما لا يزال أكثر من 7.2 مليون سوري نازحين داخل بلدهم، ويحتاج 70% من السكان إلى المساعدة الإنسانية، فيما يعيش 90% منهم تحت خط الفقر. وفي الخارج، يقدر عدد اللاجئين السوريين بحوالي 5.5 مليون شخص، يتوزعون في الدول الخمس المجاورة لسوريا: تركيا، لبنان، الأردن، العراق، ومصر.