"طلقات وزغاريد.. وترقب" دمشق تستيقظ على سقوط الأسد

بث التلفزيون الرسمي السوري، صباح الأحد، بيانا رسميا ظهر فيه ٩ أفراد، من عناصر المعارضة السورية المسلحة لإعلان "بيان النصر".

وتوقف التلفزيون السوري عن العمل قبل ساعات من البيان، وأذاع أعمال مسجلة، في وقت كان الشارع خلاله يعج بالأحداث والمعارك والكر والفر.

وألقى أحد العناصر التسعة في البيان، كلمة قصيرة، قال خلالها: "باسم غرفة عمليات فتح دمشق، حررنا المدينة بالكامل، وسقط نظام بشار الأسد".

وشمل البيان كذلك إعلان إطلاق سراح جميع المعتقلين من السجون، الذي طلب من المسلحين والمواطنين الحفاظ على ممتلكات الدولة.

نشرت منصات تابعة للمعارضة السورية المسلحة، مقاطع فيديو، تُظهر اللحظات الأولى لدخول المسلحين إلى القصر الجمهوري في دمشق بعد رحيل بشار الأسد. وقال ضابط سوري لوكالة "رويترز" إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بسقوط نظام بشار الأسد، بعد هجوم مستمر من قوات المعارضة.

وانتشرت مقاطع مصورة لمسلحين على أبواب القصر الجمهوري في دمشق، يطلقون النار في الهواء احتفالا برحيل الأسد، وترك القصر الذي حكم البلاد من خلاله.

ودخل مواطنون ومسلحون إلى القصر الجمهوري، في ظل انسحاب قوات التأمين، لتنتشر مقاطع أخرى عديدة من داخل مركز الحكم السوري.

وتحول القصر الجمهوري إلى ما يشبه "الساحات الشعبية" بعدما دخله العديد من الأشخاص، ليجدوه في كامل زينته، مكتظا بالملابس الرسمية والأسلحة والأثاث الثمين.

وأظهرت المقاطع عبث أفراد بمحتويات القصر، وحرص البعض على التقاط وجمع أكبر قدر من الملابس والمقتنيات الرئاسية باهظة الثمن، على وقع طلقات الرصاص الاحتفالية في كل مكان.

تجمع سوريون أثناء الاحتفالات برحيل بشار الأسد، في وسط دمشق، عند تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وأسقطوه.

وانتشرت مقاطع فيديو لمحاولات إسقاط التمثال، بطريقة يدوية من خلال بعض المتسلقين عليه، والحبال، وتكسير القواعد، ليسقط في النهاية وسط زغاريد النساء وهتافات الرجال.

التمثال الواقع في ساحة عرنوش، تحطم تماما بعد سقوطه، وصعد عليه السوريون لالتقاط الصور والفيديو، التي بدأت في الانتشار بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وحكم حافظ الأسد سوريا في الفترة من ١٩٧١ حتى وفاته عام ٢٠٠٠، ليتولى الحكم من بعده نجله بشار، الذي ظل في القصر الجمهوري لمدة ٢٤ عاما.

قال أحد المحتفلين في شوارع دمشق، عامر بطحة، في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن وقت الانتظار انتهى، وجاء "اليوم الموعود، لتبدأ سوريا تاريخا جديدا". وأجهش بطحة بالبكاء أثناء قوله: "لا أصدق أنني أعيش هذه اللحظة"، وذلك بعدما خرج إلى الشوارع للاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

ومع حلول أذان الفجر، انطلقت التكبيرات بعض المساجد "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا".

وأطلت إلهام البساتنة من شرفة منزلها، وقالت: "لا أصدق أنني لن أخاف بعد اليوم، فرحة اليوم عظيمة لكنها لن تكتمل إلا بمحاسبة المجرم". وغادر الأسد سوريا، من مطار دمشق، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إلى وجهة غير معلومة، ولم يتحدث منذ ذلك الحين أو تخرج بيانات عنه للشعب السوري.

وتنصل الكثير من الموظفين الحكوميين من نظام بشار الأسد بعد سقوطه، وقاموا بتغيير صورهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستبدالها بالعلم الذي تستخدمه المعارضة المسلحة.

كما انتشرت مقاطع مصورة للمسلحين داخل دمشق يسجدون شكرا، بعد انتصارهم في الحرب التي بدأت عام ٢٠١١ ضد قوات النظام السوري، لينتهي انتظارهم ويفوزون في معركة شهدت سقوط الآلاف على مدار ١٣ عاما.

وفي وقت تستمر خلاله الاحتفالات في دمشق، بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد، يسود الترقب في الشارع السوري، حول مصير البلاد خلال الفترة المقبلة.