الليطاني ونتساريم.. أحد "خرق الهدنتين" في لبنان وغزة؟

رصاص في غزة وآخر في جنوب لبنان، إسرائيل تبرر وجودها وعدم التزامها باتفاقي وقف إطلاق النار في غزة ولبنان بحجج مختلفة، وتلقي اللوم على الطرف الآخر، وتقتل وتصيب المدنيين.

ففي جنوب لبنان، ورغم انتهاء مهلة انسحابها المقررة بستين يوما بقيت إسرائيل، بل وحذرت سكان الجنوب من العودة بمبرر "عدم تطبيق بيروت للبنود" في حين اتهمها الجيش اللبناني بالمماطلة.

المبررات الإسرائيلية تساق أيضا في غزة، فلم تفتح تل أبيب وفقا للاتفاق الطريق لسكان شمال القطاع من أجل العودة لمنازلهم التي دمر معظمها خلال ١٥ شهرا من الحرب، والمبرر هذه المرة هو عدم عودة "أربيل يهود" التي أسرت في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ خلال هجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.. فماذا حدث في "أحد خرق الهدنتين"؟

انتهت المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ٦٠ يوما، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خرج على إكس يحذر السكان من العودة إلى بيوتهم التي هجروها ونزحوا منذ اندلاع الحرب.

تجمع السكان، وحاولوا التوجه والدُّخول إلى بلدات ميس الجبل، حولا، عيتا الشعب، وذلك وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني الذي طلب منهم التريث وعدم تعريض حياتهم للخطر في ظل استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في بلداتهم ليطلق الأخير رصاصه باتجاههم ليقتل ٣ وتصيب ٣١ آخرين (حتى الساعة ١٢ بتوقيت بيروت).

الحجة التي ساقتها إسرائيل للبقاء في لبنان هي أن بيروت لا تطبق بنود الاتفاق بالكامل، في حين اتهم الجيش اللبناني إسرائيل، ٢٥ يناير ٢٠٢٥، بالمماطلة في سحب قواتها من الجنوب.

من جانبه، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الأحد، سكان الجنوب إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة، مؤكدا أن "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم"، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وقالت الرئاسة اللبنانية لـبلينكس، الأحد، إنّ رئيس الجمهورية جوزيف عون يُجري اتصالات مُكثفة مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية إبان الأحداث التي يشهدها جنوب لبنان منذ الصباح لاسيما مع توجه السكان هناك إلى بلداتهم وقراهم رغم تواجد الجيش الإسرائيلي فيها.

وأبلغ مدير الإعلام في الرئاسة اللبنانية رفيق شلالا مُراسل بلينكس أنّ عون يضغط في اتصالاته على الدول الراعية لاتفاق الهدنة باتجاه إجبار إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ يوم 27 نوفمبر الماضي.

واتهم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على إكس، موجها حديثه إلى سكان جنوب لبنان، حزب الله بمحاولة تأجيج الموقف وقال إن الجيش الإسرائيلي سيبلغهم "في القريب العاجل" بالمناطق التي يمكنهم العودة إليها.

الهدنة الثانية في غزة، فبعد أن تسلمت إسرائيل أسيراتها الأربع المجندات في الجيش في ٢٥ يناير ٢٠٢٥، خرج المتحدث باسم جيشها دانيال هغاري ليتراجع عن الاتفاق الخاص بفتح الطريق المؤدي إلى مدينة غزة عبر ممر نتساريم الفاصل بين شمال غزة وجنوبها.

الحجة التي ألقاها هغاري ومن بعده مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت تغيير الاتفاق، بعدم إعادة المدنيات الإسرائيليات أولا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على حسابه على إكس "سنصر على إعادة المواطنة المدنية أربيل يهود، إلى جانب عودة سريعة لشيري بيباس وأطفالها الذين نخشى كثيرًا على مصيرهم".

من جانبها، قالت حماس عبر مسؤول لرويترز إن أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل ضمن المرحلة الجديدة من عملية تبادل الأسرى.

في اليوم التالي اتهم مكتب نتنياهو حماس بخرقين لاتفاق وقف إطلاق النار هما:

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أصدر صباح اليوم الأحد، بيانا لسكان قطاع غزة، أشار فيه إلى أن معبر نتساريم، لن يكون متاحا إلا بعد إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود.

وكتب أدرعي في منشور على موقع إكس "في ضوء انتهاك الاتفاق ولمنع الخلاف وسوء الفهم، لن يتم فتح ممر نتساريم للمرور، حتى يتم تسوية إطلاق سراح أربيل يهود بين الوسطاء وإسرائيل"

أسرت أربيل يهود، 29 عاما، هي وشريكها أريئيل كونيّو من مستوطنة نير عوز في 7 أكتوبر 2023 خلال هجوم الفصائل الفلسطينية على المستوطنة الواقعة في غلاف غزة.

ووفق يسرائيل هيوم، فإن إسرائيل كانت تصر على تضمين اسمها ضمن الدفعة التي أفرج عنها، السبت، وضمت 4 أسيرات كلهن مجندات.

وتنتمي يهود إلى الجيل الثالث من عائلة من مؤسسي المستوطنة، وعثر على جثة أخيها دولاف في 3 يونيو 2024 داخل المستوطنة بعدما اعتقد أنه ضمن من اختطفوا إلى غزة.

في مقابلة أجراها قبل عام، كشف والدها يحيئيل تلقيه إشارات عن أنها على قيد الحياة، من أسرى تم تحريرهم في الصفقة الأولى في نوفمبر 2023.