تحدث سكان في المنطقة الساحلية لصحيفة واشنطن بوست عن مسلحين يجوبون المنازل، ينفذون عمليات إعدام ميدانية وينهبون الممتلكات. وقال بعض السكان إنهم فروا إلى لبنان، بينما اختبأ آخرون في الجبال والغابات والبساتين.
قالت طبيبة تعمل في بلدة القدموس الجبلية بمحافظة طرطوس: "كانت عائلات بأكملها تُباد"، مضيفة أنها فرت صباح الأحد بينما استمرت الاشتباكات. وأضافت: "دخلوا المنازل ونفذوا عمليات قتل جماعي".
تحدثت الطبيبة بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، مؤكدة أن غالبية القتلى كانوا مدنيين، وأن المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى يعانون من جروح ناجمة عن الرصاص والشظايا.
حاولت الحكومة التنصل من عمليات القتل، محملة المسؤولية لعناصر خارجة عن السيطرة، وشكلت لجنة للتحقيق في الأحداث. لكن شهود العيان أكدوا أن المسلحين الذين ارتكبوا المجازر كانوا لا يمكن تمييزهم عن القوات الحكومية، بينما أشار البعض إلى وجود مقاتلين أجانب بينهم.
ورغم تباطؤ وتيرة العنف، لا يزال كثيرون خائفين من العودة إلى قراهم. وقال أحد سكان قرية الصنوبر في اللاذقية إن المسلحين وصلوا صباح الجمعة، توجهوا إلى منزل رئيس البلدية، وقتلوه مع أبنائه الثلاثة أمام أعين والدتهم.
وأضاف: "تخيل أن ترى زوجك وأبناءك الثلاثة يُقتلون أمام عينيك".
لم يكن الشاهد في القرية وقت المجزرة، لكنه استند إلى شهادات جيرانه. وأشار إلى أن زوجة أحد أبناء رئيس البلدية وابنتهما البالغة 4 سنوات كانتا هناك أيضًا. وقال: "أحد المسلحين أمرها بخلع ذهبها، وإلا فإنه سيقتل ابنتها".