لماذا يخشى نتنياهو لقاء ترامب؟
على أبواب البيت الأبيض، يدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لحظة مفصلية منذ اندلاع الحرب في غزة. ضغوط أميركية غير مسبوقة، انقسامات داخل حكومته اليمينية، وغموض خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ذات الـ٢١ بندًا لإنهاء الحرب، كلها عناصر تجعل اللقاء المرتقب بين الرجلين أشبه باختبار نهائي لمستقبل نتنياهو السياسي.
تحمل واشنطن خطة شاملة تشمل الإفراج عن رهائن ومعتقلين وتغيير إدارة القطاع ونزع سلاح حماس، بينما يعتزم نتنياهو طرح ملف "السيادة على الضفة الغربية" رغم إعلان ترامب رفضه لهذه الخطوة.
هذه التناقضات تحاصر نتنياهو بين مطرقة البيت الأبيض وسندان شركائه المتشددين مثل سموتريتش وبن غفير، فيما يلوّح يائير لابيد بشبكة أمان قد تغيّر مسار اللعبة.
٣ أسباب تخيف نتنياهو من ترامب
- قرار أميركي بالذهاب نحو صفقة:
مصادر أمنية إسرائيلية نقلت أنّ الولايات المتحدة اتخذت قراراً بالمضي في الصفقة رغم الاعتراضات الداخلية.
مصادر أميركية أوضحت أنّ ترامب سيمارس ضغوطاً كبيرة على نتنياهو لقبول بنود خطته الـ21.
مصادر مقربة من نتنياهو ذكرت أنّ إسرائيل ستُطالَب بتقديم تنازلات واسعة النطاق في إطار الخطة الأميركية.
نتنياهو محاصر أولاً بالمسار الذي رسمه بنفسه عبر إطالة الحرب، ثم بشركائه المتشددين في الحكومة.
القناة 12 الإسرائيلية أوضحت أنّ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أعلن أنّ نتنياهو لا يملك تفويضاً لإنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.
كما وضع وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ٣ شروط أمام نتنياهو: عدم تدخل السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بعد الحرب، فرض سيادة إسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية من دون دولة فلسطينية، والقضاء الكامل على حماس ونزع سلاح القطاع.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، شدد بدوره على استمرار العمليات العسكرية إلى أن تتحقق كل أهداف الحرب.
رغم تشدد شركائه، برز عرض إنقاذ من المعارضة. بحسب القناة 12 الإسرائيلية، زعيم المعارضة، يائير لابيد، أبلغ الإدارة الأميركية أنه يمنح نتنياهو "شبكة أمان" لصفقة الرهائن وإنهاء الحرب، مؤكداً أنّ هناك أغلبية في الكنيست وإسرائيل تؤيد ذلك.
هذا الموقف يتيح لنتنياهو هامش مناورة في مواجهة تهديدات بن غفير وسموتريتش التي وصفها لابيد بـ"الفارغة".
من جهة أخرى، أشارت
جيروزاليم بوست إلى أنّ نتنياهو عقد لقاءات في واشنطن مع قادة يهود ومؤيدين مثل المعلّق مارك ليفين، ما يعكس محاولة توسيع قاعدة الدعم قبل اجتماعه مع ترامب.
رهانات متشابكة بين الحرب والضفة
جيروزاليم بوست ذكرت أنّ نتنياهو ما زال يعتزم إثارة قضية السيادة في الضفة الغربية رغم معارضة ترامب، وأنّ قادة مجلس "يشع" وصلوا إلى الولايات المتحدة كوفد طارئ للضغط في هذا الملف.
أسوشيتد برس أشارت إلى أنّ الإعلان عن ضم الضفة الغربية تراجع بعد موقف ترامب الرافض، فيما سلطت القناة 12 الضوء على أن خطة ترامب تتضمن إدارة فلسطينية للقطاع بعد الحرب، ما يتناقض مع مواقف سموتريتش.
هذا التباين يبرز الخطر الذي يواجهه نتنياهو بين تحقيق أهدافه السياسية والحفاظ على ائتلافه.
ما آفاق الخطة الأميركية الجديدة؟
الخطة الأميركية، بحسب القناة 12 وأسوشيتد برس، ليست نهائية بعد، وهناك مشاورات إسرائيلية أميركية لتعديل بعض بنودها.
الخطة تشمل ضمانات لإسرائيل بالعودة إلى الحرب إذا خُرقت سيادتها، كما تشمل نزع سلاح حماس من دون اشتراط وقف إطلاق النار فوراً، وهو ما يُتوقع أن يكون عملية طويلة.
أسوشيتد برس نقلت أنّ نتنياهو طلب تعديل بعض البنود قبل لقاء ترامب، فيما يترقب أهالي الرهائن انفراجة سريعة بعد عامين من الحرب.
ترامب في سباق الإنجاز الدبلوماسي
في المقابل، ذكرت جيروزاليم بوست أنّ ترامب يضغط لإنهاء الحرب ويشير إلى محادثات مكثفة، بينما تساءلت أسوشيتد برس عن نياته في إضافة هذه الحرب إلى قائمة إنجازاته الدبلوماسية وربما تعزيز فرصه في جائزة نوبل للسلام.
القناة 12 نقلت أن مصادر أميركية تعتبر الخطة الحالية فرصة حقيقية، فيما يلفت مسؤولون في حماس، وفق رويترز، إلى أنهم لم يتسلموا بعد أي مقترح رسمي من ترامب.