في حديث تلفزيوني، دافع ترامب عن مسؤول وزارة الكفاءة الحكومية ورجل الأعمال إيلون ماسك، مشيرا إلى أن الهدف التالي هو البنتاغون، وقال "دعونا نتحقق من الجيش. سنجد مليارات ومئات المليارات من الدولارات من الاحتيال والإساءة. كما تعلمون، انتخبني الناس على هذا الأساس".
هذه المواجهة المرتقبة بين الملياردير ووزارة الدفاع الأميركية ستكون هي الأخطر على الإطلاق، إذ وجه ماسك في وقت سابق انتقادات إلى طائرات F-35 قائلا إن المقاتلات المأهولة أصبحت "عتيقة" في عصر الطائرات بدون طيار، وسوف تتسبب في مقتل الطيارين فقط.
هذا المنشور على إكس يعكس ما يريد ماسك فعله مع الوزارة، وقد انعكس فعلا قبل وصول DOGE لمقر البنتاغون إذ أوقف وزير الدفاع بيت هيغسيث اجتماعات التخطيط لجهود إعادة التنظيم التي تهدف إلى محاربة الصين بشكل أفضل، والتي تضمنت خططًا لطائرة مقاتلة من الجيل السادس، بعد أسبوعين من منح الخدمة لشركتي جنرال إلكتريك وبرات آند وويتني مليارات الدولارات لمواصلة تطوير المحركات للطائرة المقاتلة المقترحة، بحسب
فوربس.
في جانب آخر، فإن الشركات المعنية بإنتاج السلاح والبنتاغون يشكلان أزمة أخرى، ففي نهاية الحرب الباردة كان لدى البلاد 51 متعاقدا رئيسيا، ويذهب 6% فقط من الإنفاق الدفاعي إلى الشركات المتخصصة، لكن حاليا، تستحوذ 5 شركات رئيسية فقط على 86% من أموال البنتاغون الذي تجنب المجازفة، ما أدى إلى تأخيرات تزيدها المشاحنات في الكونغرس.
فالبنتاغون لا يستطيع كقاعدة عامة، دون إذن من الكونغرس، تحويل أكثر من 15 مليون دولار من خط إلى آخر ــ وهو مبلغ ضئيل للغاية لشراء حتى 4 صواريخ باتريوت.
وعندما اقترح البنتاغون تحويل 0.5% فقط من ميزانية الدفاع لشراء آلاف الطائرات بدون طيار في أغسطس 2023، استغرق الحصول على الموافقة ما يقرب من 40 اجتماعا في الكونغرس، بحسب
ذا إيكونومست.وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستعداد للحرب في عام 2035 إذا كان ذلك ينطوي على خفض دفاعاتها، إذ لا تستطيع إحلال غواصاتها وطائراتها بمسيرات دون قائد، لأن استخدام القوة في مكان آخر يتطلب وجود منصات ضخمة، وبالتالي فإن البنتاغون يحتاج إلى إحداث ثورة في اقتصادات الأنظمة الضخمة وتسريع انتشار الأنظمة الجديدة في نفس الوقت.
وفي الوقت نفسه، فإن المعادلة الصعبة تتمثل في أنه حال فضل ترامب إقالة الجنرالات لأنهم "مستيقظون" أو غير مخلصين، فسوف يتسبب في خلل في البنتاغون، وحال فضل ماسك ومن معه التكنولوجيا العسكرية واستخدام حملتهم لتدمير البنتاغون أو تعزيز قوتهم وثرواتهم، فسوف يفسدون وزارة الدفاع، بحسب إيكونوميست.
رغم ذلك، فإن وزير الدفاع الأميركي عبر عن رغبته في زيادة الإنفاق الدفاعي للولايات المتحدة مقللا من المخاوف بشأن تدقيق "الكفاءة الحكومية"، إذ أشار إلى أنها ستكون بالتنسيق بينهما.