صراعات‎

خرق متبادل ونقاط عالقة.. هل ينتقل اتفاق غزة للمرحلة الثانية؟

نشر
blinx
 & 
تواصل الهدنة بين إسرائيل وحماس الصمود منذ أكثر من أسبوع، غير أن كل طرف يتهم الآخر بخرق الاتفاق الذي يقوم على أسس غير مستقرة، وسط قضايا لم تُحسم بعد تهدد مستقبل وقف إطلاق النار، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وضمن الجهود الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتدعيم وقف إطلاق النار الهش في القطاع، يترقّب وصول نائب الرئيس جاي دي فانس إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء.
ونقلت يديعوت أحرنوت عن مصادر قولها إن زيارة فانس جاءت بعد قلق أميركي عميق من تراجع نتنياهو عن "اتفاق غزة"، وشبهت زيارة فانس بأنها تهدف "للإشراف على نتنياهو ومراقبته".
والأحد، شنت إسرائيل أعنف موجة من الهجمات على قطاع غزة منذ بدء الهدنة في 10 أكتوبر، وأعلنت تعليق المساعدات الإنسانية مؤقتًا، متهمةً حركة حماس بانتهاك الاتفاق بعد استهداف وقتل جنديين إسرائيليين.
ورغم ذلك، أكد كلٌّ من إسرائيل وحماس، الأحد، التزامهما بمواصلة الحفاظ على الهدنة. وفي وقت متأخر من مساء الأحد، قالت القوات الإسرائيلية إنها "بدأت إعادة تطبيق شروط وقف إطلاق النار". فما هي أبرز النقاط التي لم تطبق، أو تم تطبيقها بطريقة تخالف شروط الاتفاق؟

وقف القتال

وكان نتنياهو صرح الإثنين أن الجيش الإسرائيلي شن هجوما انتقاميا موسعا على حركة حماس بعد اتهام مسلحيها بقتل جنديين إسرائيليين.
وخلال كلمة في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، قال نتنياهو إن إسرائيل ألقت 153 طنا من القنابل على أهداف في قطاع غزة يوم الإثنين.
وقال "ضربنا عشرات الأهداف في طول القطاع وعرضه،(..) أوضحت منذ البداية أن وقف إطلاق النار ليس تصريحا لحماس لتهديدنا".
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل 45 شخصا في غزة، حسبما قالت وزارة الصحة في القطاع.
وأضافت الوزارة أن 80 شخصا قتلوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر.

نتنياهو

والإثنين، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، على أن يصل إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس.
وقال نتنياهو إنه سيبحث مع فانس في "التحديات الأمنية التي نواجهها، والفرص الدبلوماسية المتاحة أمامنا"، مضيفا "سنتغلب على التحديات ونغتنم الفرص".
ونقلت يديعوت أحرنوت عن مصادر لم تسمها "وجود قلق أميركي من انسحاب نتنياهو من الاتفاق"، وأشارت إلى أن "الاستراتيجية المتبعة حاليًا هي منعه من ذلك ومنع إسرائيل من شن هجوم شامل على حماس"، وشبهت زيارة فانس بأنها تهدف "للإشراف على نتنياهو ومراقبته".

المساعدات إلى غزة

أعلنت إسرائيل الأحد، تعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة مؤقتًا، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على زيادة كبيرة في الإمدادات الغذائية والمساعدات إلى القطاع، حيث يعاني السكان من الجوع على نطاق واسع.
وبحسب مسؤول إسرائيلي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن تعليق المساعدات جاء نتيجة للغارات الإسرائيلية المكثفة الأحد، على أن تُستأنف فور انتهاء القصف.
ولم يصدر تعليق فوري من الجهة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات إلى القطاع.
ويقضي اتفاق الهدنة بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا. وقالت الأمم المتحدة إن كمية المساعدات الداخلة إلى غزة منذ بدء الهدنة باتت تفوق ما كان يصل قبلها.
وكتب توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة من أحد المخابز في غزة: "منذ بدء وقف إطلاق النار تمكنا من إدخال كميات أكبر من الطحين والخميرة والوقود للمخابز". وأضاف أن تسعة مخابز تعمل حاليًا، مع افتتاح مخابز جديدة يوميًا، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تهدف إلى تشغيل 30 مخبزًا قريبًا.
وقالت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في تحديث يوم الجمعة إن منظمات الإغاثة جمعت يوم الخميس إمدادات طبية وغذائية ووقودًا وخيامًا وحفاضات ومواد للنظافة، وغيرها من معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم. وأضافت أن "الكثير يمكن تحقيقه عند فتح مزيد من المعابر" واستعادة البنية التحتية الأساسية.

جثامين الرهائن

كان ينبغي على حماس بحلول 13 أكتوبر إعادة جثامين 28 رهينة من المتوفين لكنها تؤكد أنها بحاجة إلى معدات لرفع الانقاض وللوصول إليهم.
وقد سلمت الحركة الفلسطينية الاثنين رفات رهينة إلى الصليب الأحمر ليرتفع إلى 13 عدد الجثامين المعادة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية الثلاثاء أن الجثة عائدة إلى العسكري تل حاييمي.
وتضمن الاتفاق اعترافًا بصعوبة العثور على جميع الجثامين بسرعة بسبب الدمار الواسع في غزة، ونص على تشكيل فريق عمل مشترك، بمشاركة الولايات المتحدة ودول وسيطة، لتجميع المعلومات والمساعدة في استعادة الجثامين، وفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا شريطة السرية.
وقالت كتائب القسام الأربعاء الماضي، إنها سلّمت جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين تمكنت من العثور عليهم "دون الحاجة إلى معدات إضافية".

المعابر الحدودية

أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السبت، أن معبر رفح بين غزة ومصر سيظل مغلقًا حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه مرهونة بمدى التزام حماس بتسليم جثامين الرهائن المتوفين.
وأوضحت القوات الإسرائيلية أن إدخال المساعدات لن يتم عبر معبر رفح، إذ ينص الاتفاق على استخدامه فقط لعبور الأشخاص الراغبين في التنقل بين غزة ومصر.

المرحلة المقبلة من المفاوضات

عالج اتفاق وقف إطلاق النار الحالي عددًا محدودًا من النقاط التي وردت في خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، انسحبت القوات الإسرائيلية من أجزاء من قطاع غزة.
لكن الاتفاق ترك القضايا الأكثر تعقيدًا لمرحلة لاحقة، مثل مصير سلاح حماس، والجهة التي ستتولى إدارة القطاع، وآليات الحكم المستقبلية فيه.
ومن المقرر بحث هذه القضايا في المرحلة الثانية من المفاوضات، دون تحديد موعد واضح لانطلاقها. وقال مسؤول إسرائيلي هذا الأسبوع إن الجولة الثانية لن تبدأ قبل استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي بيان الأحد، أعلنت حماس أن وفدًا رفيع المستوى وصل إلى القاهرة لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق الهدنة بالتنسيق مع الوسطاء والفصائل الفلسطينية الأخرى.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة