البحث عن أموال عائلة الأسد.. مليارات مجهولة المصير

غادر بشار الأسد إلى روسيا في 8 ديسمبر٢٠٢٤، بعد تقدم المعارضة المسلحة بسرعة نحو دمشق، مما أنهى حكم عائلته التي تشمله ووالده حافظ لأكثر من نصف قرن، جمع خلالها أصولا تقدر وزارة الخارجية الأميركية أنها تتراوح بين مليار دولار و12 مليار دولار.

لكن في الوقت نفسه تؤكد واشنطن أن الرقم الحقيقي غير معروف بسبب التعتيم حول من يسيطر على الأصول.

وتشير التقارير إلى أن هذه الأموال جُمعت من احتكارات الدولة وتجارة المخدرات، خاصة الكبتاغون، وأعيد استثمارها في أماكن بعيدة عن متناول القوانين الدولية.

فمع انطلاق الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وجد النظام مصادر جديدة للثروة، بحسب تقرير الصحيفة التي تقول إن ماهر الأسد، شقيق بشار الأصغر، الذي تولى قيادة الفرقة الرابعة المدرعة، انخرط وفرقته في تهريب الكبتاغون إلى الشرق الأوسط.

أفادت تقارير أن أرباح هذه التجارة ساعدت النظام في تجاوز العقوبات الغربية، حيث بلغت العائدات حوالي 2.4 مليار دولار سنويًا بين عامي 2020 و2022.

كان محمد مخلوف، صهر حافظ الأسد، محور الإمبراطورية المالية للنظام منذ السبعينيات، إذ سيطر على احتكار التبغ المربح وقطاع البناء المزدهر، وبعد وفاة الصهران انتقلت الثروة والرئاسة إلى النجلين رامي مخلوف الذي أصبح ممولا النظام الرئيسي، وامتلك أصولًا في البنوك ووسائل الإعلام والاتصالات، قدرت قيمتها بـ10 مليارات دولار، فيما أصبحت السلطة مع بشار الأسد.

لكن العلاقة بين بشار وابن خاله لم تستمر على ما يرام إذ تدهورت ليوضع مخلوف الابن تحت الإقامة الجبرية، ليتم الاستيلاء على العديد من أصوله لصالح الدولة، في خطوة وصفت بأنها محاولة لتعزيز سيطرة بشار على الاقتصاد.

في جانب آخر، لعبت أسماء الأسد، زوجة بشار البريطانية الأصل، دورًا رئيسيًا في الاستحواذ على أصول مخلوف داخل سوريا. وفرضت عليها وزارة الخارجية الأميركية عقوبات في عام 2020، متهمة إياها بأنها من أكثر "المستفيدين من الحرب" في سوريا.

ويشير المحللون إلى أن استعادة أصول الأسد ستكون مهمة صعبة. فمعظم الأموال مخبأة عبر شركات وهمية وملاذات ضريبية، مما يعقد الإجراءات القانونية. ومع ذلك، تمكنت الفرق القانونية من تحقيق بعض النجاحات، مثل تجميد أصول قيمتها 90 مليون يورو في فرنسا عام 2019.

على مدى العقود، استثمرت عائلة الأسد جزءًا كبيرًا من ثروتها في أصول دولية بعيدة عن سوريا. من أبرزها بحسب الصحيفة:

فيينا، النمسا: استحوذت عائلة مخلوف، التي تعد الذراع المالي للنظام، على الآتي:

• فنادق بوتيك بقيمة 20 مليون يورو.
• حقوق امتياز لعلامة "Buddha Bar" وفقًا لتصريحات رامي مخلوف خلال تقديمه طلبًا للحصول على الجنسية النمساوية.

روسيا:

امتلك أفراد من عائلة مخلوف الآتي:

• عقارات بقيمة 40 مليون دولار في أبراج فاخرة في موسكو.

المصدر:فف تحقيق أجرته مجموعة الشفافية الدولية "Global Witness".