بعد سنوات من انقطاع الاتصال، كان الهاتف وسيلة الحديث بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لمدة ٩٠ دقيقة ليبدأ الترتيب لقمة ينظمها وزيرا خارجية البلدين.
وقال مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ماكس بيرغمان في حديث سابق لفرانس برس إن "هذا تحول كبير. يبدو أن الولايات المتحدة تنتقل من كونها داعما رئيسيا لأوكرانيا إلى السعي للعب دور حكم محايد".
في ذات التوقيت الذي تحادث فيه بوتين وترامب تقريبا، كان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مقر الناتو ليفجر قنبلة في تصريحاته مفادها أمرين:
- الإدارة الأميركية لا تعتقد أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) نتيجة واقعية
- يتعين على أوكرانيا أن تتخلى عن آمال العودة إلى حدودها قبل عام 2014 والاستعداد لتسوية تفاوضية مع روسيا تدعمها قوات دولية.
ولترتيب اللقاء، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو تحدثا هاتفيا أمس السبت وناقشا الوضع في أوكرانيا واتفقا على إزالة "العوائق" التي فرضتها إدارة جو بايدن.
وذكرت الوزارة في بيان أن لافروف وروبيو اتفقا، خلال المكالمة التي جرت أمس السبت وبادر بها الجانب الأمريكي، على العمل لاستعادة "الحوار القائم على الاحترام المتبادل" تماشيا مع النهج الذي حدده الرئيسان. كما اتفقا على مواصلة الاتصالات لحل المشكلات في العلاقات الثنائية "بهدف إزالة العوائق أحادية الجانب التي تعرقل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل التي خلفتها الإدارة السابقة".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو أكد في الاتصال التزام ترامب بإيجاد حل لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وأضافت الوزارة في بيان "بالإضافة إلى ذلك، ناقشنا إمكانية التعاون المشترك في عدد من القضايا الثنائية الأخرى"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقالت الوزارة في بيان "عبر الجانبان عن استعدادهما المتبادل للتفاعل بشان القضايا الدولية الملحة بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا والوضع المتعلق بفلسطين والشرق الأوسط بوجه عام وغيره من الاتجاهات الإقليمية".
وتحدث ترامب وبوتين لأكثر من ساعة يوم الأربعاء في أول اتصال مباشر على مستوى الرؤساء منذ أن أجرى بوتين اتصالا مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قبل وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.