توافقت صور الأقمار الصناعية مع شهادات الناجين والمحتجزين السابقين والمحققين، حول وجود 7 مواقع لمقابر جماعية دُفن فيها ألف سوري خلال فترة حكم بشار الأسد.
وحُددت المواقع بعد أقوال الشهود الذين وصفوها بدقة، والتي كان من بينها موقع في المطار العسكري في حي المزة بدمشق، وبعضها في مواقع أخرى.
وكشف مراسلون عن وجود تربة غير مستوية في المواقع التي حددها المركز السوري للمقابر الجماعية، خاصة في مطار المزة العسكري، وقرية نجها، مع وجود علامات على خنادق طويلة حفرت على فترات متباعدة.
وقال شادي هارون، الذي كان من بين المحتجزين في سوريا، وشارك في إعداد تقرير المركز السوري عن المقابر الجماعية، إنه سُجن عدة أشهر بين عامي 2011 و2012 بتهمة تنظيم احتجاجات ضد النظام، مؤكدا أنه "رأى الموت عدة مرات".
وتحدث هارون عن خضوعه يوميا لتحقيقات وتعذيب وانتهاكات جسدية ونفسية، بهدف إجباره على الاعتراف بأشياء لم يقم بها، مشيرا إلى قسوة التعامل مع السجناء.
وأكدت شهادات السجناء أن النزلاء كانوا يسمعون أصوات إطلاق نار متقطعة، طلقة تلو الأخرى، كل بضعة أيام، ما يشير إلى حالات قتل بدم بار داخل مراكز الاحتجاز.
وأضاف هارون "كان طبيعيا أن يُترك جرح صغير في قدم أحد المعتلقين نتيجة التعذيب ضربا بالسوط، بدون تعقيم أو علاج، ليتحول إلى غرغرينا تؤدي إلى بتر القدم بالكامل".
وأجرى المركز السوري للعدالة والمساءلة، ورابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، مقابلات مع 156 ناجيا و8 أعضاء سابقين في المخابرات الجوية السورية التي كانت مكلفة بتتبع ومراقبة منتقدي نظام بشار الأسد وسجنهم وقتلهم.