سياسة
"لم أسمع ببرنامج عمل (من البشير) أو من الجولاني".. بهذه العبارة يعلق المعارض السوري والعضو السابق في الائتلاف الوطني المعارض، زياد أبو حمدان، في حديثه لبلينكس حول اختيار محمد البشير لإدارة فترة انتقالية في سوريا، منتقدا الفوضى الحاصلة و"عدم وضوح الرؤية" للمستقبل، وفق تعبيره.
ومحمد البشير.. رئيس حكومة الإنقاذ السورية (المعارضة)، سيرأس السلطة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على البلاد، إذ أعلن في بيان تلفزيوني، الثلاثاء، أنه تم تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى أول مارس 2025.
ومساء الإثنين، ظهر البشير إلى جانب قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الإثنين، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء السوري خلال فترة حكم الأسد الأخيرة، محمّد الجلالي في دمشق.
وأعلنت فصائل المعارضة المسلحة، الإثنين، أن الجولاني بحث مع رئيس الحكومة السورية محمّد الجلالي "تنسيق انتقال السلطة".
وبثت الفصائل على حسابها على تلغرام مقتطفا من الاجتماع، ظهر فيه الجولاني وهو يتحدث بحضور 3 أشخاص بينهم الجلالي ومحمّد البشير، رئيس "حكومة الإنقاذ" التي تتولى إدارة مناطق سيطرة الهيئة في إدلب. وجاء في تعليق نُشر مع الفيديو أن هدف الاجتماع "تنسيق انتقال السلطة بما يضمن تقديم الخدمات لأهلنا في سوريا".
ولد البشير، وهو من جبل الزاوية في محافظة إدلب، في العام 1983 وهو حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية (قسم الاتصالات) من جامعة حلب عام 2007، بالإضافة لإجازة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب، وفق ملفه التعريفي على موقع "حكومة الإنقاذ".
عمل البشير رئيسا لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011. وكان مديرا للتعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف.
وشغل البشير منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ" في 2022 و2023.
قبل إنهاء حكم الأسد، كانت فصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام تسيطر على مساحات شاسعة من محافظة إدلب وهناك أسست إدارة مدنية تابعة لها تسمى حكومة الإنقاذ تدير شؤون ما يقرب من 3 ملايين شخص خلال معظم فترة السنوات الخمس الماضية.
وهناك، انتخبت المعارضة المسلحة حكومات وجعلت الليرة التركية عملة يمكن تداولها، بل وأنشأت شبكة للهاتف المحمول تسمى "سيريافون"، التي امتدت خدماتها إلى حلب.
تجربة البشير في الإدارة متواضعة بالمقارنة مع ما سيتحمل مسؤوليته، بحسب محللين وشخصيات سورية معارضة بارزة، إذ سيكون عليه إدارة مؤسسات جميع المدن السورية عدا ما تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق البلاد.
يقول المعارض والعضو السابق في الائتلاف السوري زياد أبو حمدان لبلينكس إنه يهتم بالدرجة الأولى ببرنامج عمل الشخص الذي سيتولى إدارة الحكومة، مؤكدا "لم أسمع ببرنامج" من البشير أو من الجولاني.
ويضيف "لمست فوضى خطيرة"، واصفا سيطرة فصائل المعارضة السورية بـ"انقلاب عسكري" لفصائل يقودها شخص خرجت ضده المظاهرات في إدلب، في إشارة للجولاني.
وطالب أبو حمدان بـ"خريطة طريق واضحة" للمرحلة المقبلة في سوريا، متسائلا "ما هي صيغة الحكم"، إذ اعتبر أن هناك "عدم وضوح بالرؤى".
وتطرق أبو حمدان للقصف الإسرائيلي على سوريا ودخول جيشها الجانب السوري من الجولان المحتل، مشيرا لبلينكس إلى أنه "لم يخرج بيان من الجولاني عن هذا الأمر". واختتم بالقول "هل نحن بصدد إنشاء إمارة إسلامية في سوريا".
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة