هل تحول روسيا قواتها من سوريا إلى ليبيا؟.. خبراء يجيبون بلينكس

في حديثه لـ"بلينكس"، يشير مدير مركز خبراء رياليست بالعاصمة الروسية موسكو، عمرو الديب، إلى أن "نقل روسيا للسلاح والجنود" من سوريا لمناطق أخرى هو "أمر اعتيادي" يحدث بشكل دائم.

وتملك روسيا قاعدة حميميم الجوية، الرئيسية في مدينة اللاذقية الساحلية، بينما تقع منشآتها البحرية في طرطوس، وتشكلان منشآت أساسية للحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط وشرق المتوسط وصولا إلى أفريقيا.

وتشكل قاعدة طرطوس، موقعا أساسيا لتزويد السفن الروسية وإصلاحها، والتي يمكنها تاليا البقاء في مياه المتوسط من دون المرور بالمضائق التركية للوصول إلى قواعد الكرملين في البحر الأسود.

ويشدد الديب على أن خروج القوات الروسية من سوريا "لن يكون بهذه السرعة أو الطريقة"، لكن الأمر قد يكون مرتبطا بنقل "أشخاص وأسلحة إلى أفريقيا".

وتشكل قاعدة حميميم نقطة عبور أساسية للعناصر والمستشارين العسكريين الذين يتجهون إلى أفريقيا.

ويؤكد مدير مركز خبراء رياليست أن الوجود العسكري الروسي "مازال مستمرا"، في قاعدتي حميميم الجوية، وطرطوس البحرية، حتى يتم "التوصل لاتفاق" مع الإدارة الجديدة داخل سوريا وكذلك تركيا.

ومن جانبه، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن موسكو "تجمع قواتها" المنتشرة داخل الأراضي السورية.

ويؤكد فرج لـ"بلينكس"، أن روسيا "لم تغادر" قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا بعد سقوط، بشار الأسد، لكنها قد تنقل "بعض قواتها" لمناطق أخرى.

السبت، قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج قاعدة حميميم، إن طائرة شحن واحدة على الأقل غادرت إلى ليبيا.

لكن الخبير بالشأن الليبي، رضا شعبان، يؤكد لـ"بلينكس"، أن 4 طائرات عسكرية روسية تحركت من قاعدة حميميم الجوية في مدينة اللاذقية السورية، وتوجهت إلى ليبيا.

وستتوالى الرحلات الروسية من سوريا إلى ليبيا الأيام القادمة، في ظل "صراع نفوذ " بين روسيا من جانب والولايات المتحدة ودول الغرب من جانب آخر، وفق تقديرات شعبان.

وتحدثت وسائل إعلام ليبية، عن نقل روسيا لـ"أصول عسكرية روسية وأفراد روس من سوريا كانوا مرتبطين سابقا بمجموعة (فاغنر) والآن هم جزء مما يسمى الفيلق الأفريقي"، حيث تمت عملية النقل إلى شرق ليبيا.

ومن جانبه، يؤكد المحلل السياسي الليبي، حمد المالكي، وجود "علاقات ومصالح وطيدة" بين روسيا وحكومة شرق ليبيا، وامتلاك موسكو "خبراء" يتعاونون مع الجيش الوطني الليبي منذ سنوات.

لكن هذا التعاون "لا يعني وجود قواعد عسكرية روسية داخل ليبيا في الوقت الحالي"، حسبما يؤكد لـ"بلينكس".

وفي سياق متصل، يشير المحلل السياسي الليبي، حمد الخراز، إلى وجود تعاون "لوجيستي وعسكري" بين الجيش الوطني في ليبيا وبين روسيا، لكنه "محدود".

وفي حديثه لـ"بلينكس"، ينفي نقل روسيا قواتها إلى ليبيا، وتحديدا شرق البلاد لأن الجيش الوطني "لا يسمح بوجود هذه القوة على أرضه".

ويستبعد الخراز إمكانية نقل روسيا قواتها إلى ليبيا، لأن الروس يدركون أن "دول الغرب سوف تتكالب عليهم" إذا فعلوا ذلك، وهو ما يدركه قادة الجيش الوطني الليبي، على حد قوله.

ومن جانبه، يؤكد الديب وجود قوات روسية في ليبيا، لكنه ينفي امتلاك موسكو "أي قواعد عسكرية في الأراضي الليبية".

ويوضح مدير مركز خبراء رياليست أن ليبيا تمثل "منطقة ترانزيت" لنقل القوات الروسية لمنطقة الساحل الأفريقي، ما يشير لإمكانية نقل موسكو بعض قواتها إلى الأراضي الليبية كـ"محطة" للنقل لمناطق ودول أخرى.

ويتحدث عن إمكانية "حدوث تطورات قريبة في الأراضي الليبية"، ما يعني إرسال روسيا لقوات أو أسلحة لدعم حكومة شرق ليبيا.

لكن اللواء فرج ينفي إمكانية نقل روسيا لقوات أو أسلحة أو عتاد من سوريا إلى ليبيا.

ولا تمتلك روسيا أي قواعد جوية أو بحرية في ليبيا، وموسكو لن تقدم على تلك الخطوة تجنبا لـ"توتر العلاقات" مع القاهرة التي "لا تقبل وجود قوات أجنبية على حدودها"، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي.

ويتوقع فرج نقل موسكو لبعض قواتها من سوريا بهدف "إعادتها إلى روسيا" في ظل التصعيد الواقع على الجبهة الأوكرانية.